الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "حكيم الأربعين "
وأنا صغير كنت أعتقد أن كل من تخطي الأربعين فهو :بحكم تقدمه في العمر يصبح حكيما فيلسوفا ، في كل ما يبديه من رأى، أو يقوم به من فعل ،وأقول في نفسي كيف يخطئ ،وهو في هذا العمر المتقدم وبعد كل هذه التجربة الحياتية العريضة؟ ،وكنت أيضا أنكر علي؛ الكبير في السن أنه يشتهي بعض الحلوى التي بأيدي الصغار ويطلب أحيانا منها قطعه لنفسه ،ومن رأيي أن هذه التصرفات لا تليق بشخص كبير فهي خاصةً بالصغار، و تذهب بوقار من يمارسها من الكبار.
أنا الآن تخطيت من العمر: كل اللذين أنكرت عليهم هذه الممارسات السابق من آراء، أو من أفعال ... وما زلت أرتكب الحماقات الطفولية التي أنكرتها على غيرى من قول وفعل ،وأشعر أحيانا أثناء مرحي مع الصغار و مداعبتي لهم أنني أتصرف كطفل ولا أترك: أحدا من الصغار المقربين مني معه: شوكولاتة ،أو شيبي بالجبنة المتبلة، أو بسكويت ، إلا وطلبت منه قطعه ،وأحيانا أشترط بلهجة صبيانية أن أقوم ؛ بفتح الأكياس ،وفض أغلفة؛ قطع الشكولاتة خاصة الجلاكسي بطعم القهوة ، قبل عملية القسمة التي أقوم بها ، والتي نختلف أنا وهم يسببها كثيراً ،ولكني لا أعرف: ما هو رأي الصغار فيما أقوم به ، وامارسه معهم من هذه التصرفات، فلم أسأل أحدا منهم رأيه في هذا الأمر، ولكننا لا نكف عن ممارسة هذه الطقوس ونشعر بسعادة حتى ونحن نختلف على نصيب كل منا .؟!
Post A Comment: