الكاتبة الصحافية المصرية / رانية لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "عين الرضا"
أن تعيش الطمأنينة وأنت على يقين أنها خاصتك من الله سبحانه وتعالى، وأن تعرف أن ما ملأ الرضا قلبًا إلا وعمّت الفضائل في أرجائه، وتنامى الحمد في أركانه، وعمُر دومًا بالرحابة والقناعة والسماحة!
الرّضا مرتبةٌ سماوية عليا لا يصلها إلا العارفون بالله، والمؤمنون به إيمانًا لا يخاتله شكّ أبدًا، والصالحون الذين يصدّق قولُهم عمَلَهم،..
فإن كانت أقدارهم طيبة ناعمة، رضوا بها واستبشروا بما عند الله وشكروه بكلّ جوارحهم وأعطوا النعمة حقّها بالعمل الصالح..
وإن قُدر عليهم في أرزاقهم وأحوالهم رضوا كذلك بما قسمَهُ الله لهم واستشعروا عظيم ما لديهم من نِعَمٍ ورحمات، فذكَّروا أنفسهم أن الدنيا ليست إلا طريقًا سرعان ما يعبره الإنسان إلى حيث الوجهة النهائية..
هناك حيث النعيم المقيم للأولياء والصالحين.. ليست الدنيا إلا جسر عبور نحو الله والجنة المأوى وكلّ من في الدنيا وما فيها فانٍ..
إذا ما تذكّر الإنسان أنّه يولد وحيدًا لا مال له ولا جاه ولا سلطان ولا قدرة، فسيعرف أنّ كلّ ما سيأتيه بعد ذلك هو خير نقصانًا كان أم زيادة، فإن نقص عليه شيء، فهو في الأصل جاء الى الدنيا من دون أيّ شيء، وإن زاد عليه شيء فهذا والحمد لله خيرٌ على خير..
وكذلك إذا ما تذكّر المرء أنّ الأعمار بيد الله، وأننا ندخل القبور عراةً من دون جاه ولا مال ولا مناصب، وأنّ من أفنينا أعمارنا بحثًا عن مرضاتهم سينسوننا بعد أيام من موتنا، فسنعرف حينها المعنى الحقيقيّ للخلق والوجود..
سندرك حينها قيمة الرضا،وسنفتّش عمّا يرضي الله لا أحد سواه،من دون أن نشرك فيه من خلال هوسنا بالدنيا وملذّاتها الفانية القليلة!
تلك الحالة من الرضا تجعل أصحابها يدركون جوهر الحياة،وحقيقة الدنيا وكذبتها التي نصدّقها حين نقبل عليها هائمين كالمغشيّ عليهم لاهثين خلف فقاعاتها الواهية!
لذلك يعبر الصالحون الدنيا بجيوب ملْأى بالطمأنينة والرضا والخير،دون أن يختلط فيها ظلم أو بغي أو كسب حرام،وإذا ما أكسبتهم معيشتهم مالًا تخففوا منه بالبذل والعطاء والسخاء ومن ثم بالقناعة والرضا،شكرًا للوهّاب العلي القدير.
تسلّحوا بالرضا..
فوالله إنّه لكنزٌ مُمْتدٌّ إلى ما بعد الموت!🌿
Post A Comment: