الأديبة السورية / د.فاديةكنهوش تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عابر سبيل"


الأديبة السورية / د.فاديةكنهوش تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عابر سبيل"

 


اشتكى تعاسته بعد غياب لها...وكتب يناجيها....

- جميل ماكتبت ..ولكن لا يجب أن تتوقف الحياة عند غياب أحد. هذا درس قاس تعلمته من السنوات الأخيرة. عليك أن تتابع مهما حصل. انا أنظر للأمور بفرح أكبر. يعني حتى وأنا أعمل، أطبخ، أكتب....أجامل الناس..أتذكر من أحب.

-زادك الله فرحا وأسعد قلبك ، دائما. هذه طاقة إيجابية..

-تبقى الوجوه الحبيبة مرافقة لي.

- وأنا؟

-وجهك أضفته على القائمة المحببة..

-أضفته على القائمة؟!

-نعم. تأخذ مكانك بينهم وبقوة.

-جميل..! مضاف..! وقبلي قائمة..! ...تصورت نفسي شيء آخر...

- طبعا. الصدق أولا. أنت شيء آخر ..وما أدراك من في قائمتي؟

-مهما كانوا..ولو أنبياء...أن أكون في قائمة...!!

-لكل وجه فيها لون وحنين ومحبة تليق به.

-الله يحرس قائمتك...!

- تسخر؟ هل تستطيع إفراغ وجدانك من صور أحبتك؟ أهلك؟ أصدقاء فقدتهم؟ أبناء غابوا عن عينيك؟ أخوة رحلوا؟ وحبيب لا يوجد غيره رحل قبل الأوان؟...!

-لم أطلب إفراغك ولم أعترض على القائمة . فقط كنت أتصور أن موضوعي مختلف.

-وأنت ..كما أنا..قادمين من الغيب الى الوجدان..! موضوعك مختلف جدا...أنت كالحلم...

-أنا وجدت نفسي مضافا الى قائمة...لذلك احسست بالوجع!

- ليس ذنبي أنك جئت بعد الأوان. أين كنت؟

-أبحث عنك.

-يجب أن تسر بصدقي. انا أقول كلماتي بكل شفافية.

-وأنا مسرور بها.

-وأضع روحي كتابا بين يديك.

-لا أعترض عليها.

-عليك أن تتعلم قراءتي وإلا ستكون كالعابرين... لا يعرفون كيف يغرسون أثرهم في الروح.

-انا أقرأك جيدا وأعرفك جيدا وأصدق مقالتك..كلها. لكنني أحكي عما في روحي.

-روحك لغز. أنا لا أشكك بصدقك . ولكن أستغرب وجودك في حياتي.

- أنا أنظر لما لك عندي من شيء لا تتخيلي حجمه. لذلك عندم سمعت كلمة إضافة، حضر ما عندي وعلقت. لا أعرف.

-لماذا؟ قلائل هم الذين استحقوا أن أكتب أسماءهم في قائمة روحي ووجودي.

-هكذا أنت عندي، أعمق من نخلة، أعمق من وجود، أفهمك، وأعرف قيمة قائمتك. لكن أنا أردت أن أكون صفحة لوحدي.

-أرجو ألا يخيب أملي يوما فأضطر لحذف ذكراك. ستكون لك صفحة ...

-لم يسبقني أحد ولن يلحقني أحد...

-ستكتب أنت فيها.. وليس أنا...كل من كتب في روحي، كان اجتهادا منه واستحقاقا منه. أنا فقط حافظة للعهود.

-كلي قلم لوجودك المنبسط...

ف.ك.




Share To: