الكاتبة الصحافية المغربية / نجاة زين الدين تكتب مقالًا تحت عنوان "زمن التفاهة" 


الكاتبة الصحافية المغربية / نجاة زين الدين تكتب مقالًا تحت عنوان "زمن التفاهة"


كلما حاولت تناول التليكوموند لتصفح تطور الأحداث السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لعالمنا الراهن، من خلال مختلف القنوات التلفزية، سواء الوطنية أو الدولية، إلا و أثار إنتباهي التوجه العام للخط الإمبريالي، الذي يوجه بتعليماته اللوبية كل الفضاءات الإعلامية من خلال إملاءاته النيو الاستعمارية الجديدة، و التي تحاول توظيف كل الأساليب لتمييع الممارسات السياسية بزرع الإحباط و التيئيس، لتركيع كل شعوب العالم، و ثني عزيمتها عن النضال من أجل تحقيق أمالها الراهنة و المستقبلية...و البحث عن سبل التقدم و الازدهار...فمن خلال شغف فومبيرات الدول الأوروبية والأمريكية/الإسرائيلية اللامتناهي في بحثهم اللامتوقف عن سفك المزيد من الدماء،  بواسطة افتعال الحروب و الإقدام على إحتلال المزيد من الدول بمختلف القارات الثلاث:افريقيا، أسيا ، أمريكا الجنوبية، تحث تسميات  مختلفة و بكل الدرائع المتباينة تارة و المتقاطعة تارة أخرى المفروضة على كل الدول المستعمرة/المحتلة، بقدرة قادر، لضمان إستمرار  الإستغلال و التحكم في مسارها العام و ربط توجه قياداتها المستسلمة، الخنوعة...بأوامر المعمر الذي لا يستحي من همجيته الصهيونية، و التي لا يرتاح لها بال، إلا بنفث سموم التفرقة و دس المكائد و زرع الفتن و إن حاولت تلميع وجهها الماسخ، الماكر بنذوب التاريخ و أثار اضطهاد الشعوب، بخطابات التبرير الكاذبة، الباحثة عن استمالة العواطف و شحن المزيد من ضحايا الضغينة الماحقة لإنسانيتنا و عقد الشوفينية البغضاء و اليائسة، هاته الأخيرة التي جعلت من مبدأ فرق تسود شعارا لها... في زمن أستفاقت فيه معظم شعوب العالم، و إن تحولت الى قوة استهلاكية محضة بإمتياز، و فئران تجارب لكل أسلحتهم و لكل منتوجات صناعاتهم الثقيلة و الخفيفة...قلت بالرغم من أن معظم شعوب تلك القيادات التي قايضت بها بدون رحمة و لا ضمير، حفاظا على مقاعد الحكم اللاديمقراطي و اللاشعبي...على حقيقة التوجه العام لبيادق السياسات النيو الاستعمارية الظالمة...و التي تتذرع بألوانها الحربائية المفضوحة سرا و علانية... المطبوخة في كواليسها المظلمة على مدار طيلة أيام السنة دون توقف، حماية لمصالحها(استنزاف كل الثروات الطبيعية لقارتنا السمراء مثلا و لمجموع خليجنا العربي الذي انبطح و باع أم القضايا العربية بدون استيحياء: القضية الفلسطينية...) و كذلك  دفاعا عن فسادها الذي فاحت نثاءته من كل الزوايا و المواقع.... 

و قد لا يختلف الأمر عندما تغير الوجهة إلى اليوتوب او الفايسبوك أو أي فضاء آخر من واجهات إعلامنا الإلكتروني الراهن، بحيث يستمر مسلسل الإستفزاز لذواتنا البشرية بسبب مستوى التمييع اللامعقول و الإبتذال الماقت، الذي يهوي بنا في عقر و قاع  السفاهة، و التي اختار أبطالها، توظيف كل الأساليب الماجنة، الهجينة لتحقيق المكاسب المادية السريعة، بعيدا عن قواعد الجدية و الكفاح الشريف...لدرجة تم تشيء أقدس ما منح الله للكينونة البشرية الاو هو: الإنسان و بالتحديد المرأة عن طريق تسليع جسدها بكل الأساليب و بمختلف الطرق في انهيار تام للمبدأ و موت صاقع للقيم...(فقرات روتيني اليومي، الوصلات الاشهارية المشينة نموذج...)، ناهيك على تقاسم حميميات  الحياة الخاصة للكثير ممن جاد بهم آخر الزمان بما يسمى بالفن العجيب الغريب....كمدخل: *سولت عليك الغالية ما بايعة ما شارية*....الخ...فمن يا ترى هذه الغالية التي رخصت في زمن الهزل المبين هذا.... 

و عندما ينتابك الإحباط و تقرر الخروج  لتفقد أجواء الشوارع و مستجدات الحياة الإجتماعية، يأبى الواقع المرير مغادرة يومك، و يفضل الإستمرار في طعن قلبك بخناجر الكوارث و المشاهد البائسة لكل الظواهر الاجتماعية التي تتكرر أمام أعيننا، و التي قد تجحض من مكانها بسبب كثرة منسوب الجريمة و شيوع الإنحراف و كل وسائل التخدير التي غدا تناولها و تواجدها في حيثيات يومياتنا أمرا مسلما به بكل تساهل و استهتار منا، و بكل استهجان للمعضلة/الظاهرة، دون أي ردود فعل استنكارية منا و لا زجرية صارمة من أجهزتنا الأمنية و الدركية، هاته الأخيرة التي غلبت على أمرها بسبب قلة و نذرة عدد موظفيها، بمواقع صار وجود الأمن الوطني بها ضرورة ملحة، بسبب النمو الديمغرافي المهول الذي غدت تعرفه بعض المدن ...و كل ذلك دون نسيان منسوب الأزبال المتراطمة هنا و هناك و التي تستقبلك في واجهات كل مدننا و قرانا في غياب تام لحضور ضمير وطني مسؤول من طرف المواطن عينه أو الجماعات القروية أو الحضرية المكلفة بالتدبير الترابي...لكل الخريطة الوطنية و العربية و الإفريقية...

فيا شعوب العالم المفقرة و الموجهة استفيقي من سباتك...و تحملي مسؤولياتك في التغيير...فالسماء لا تمطر ذهبا و لا فضة...فبمواضبة العمل و التسلح باليقين بأن التغيير محقق، يتجدد حماس الأجيال و تتغير العقليات...فكوني مبادرة آخذة بناصية الفعل الجماعي عن طريق تجميع كل الارادات الفردية الجادة الثواقة الى التحرر من نير النهب و الاستنزاف و الاستلاب الفكري و الاجتماعي َو الإقتصادي و السياسي... 

وكفى عبثا بمصيرنا...و مصير الأجيال القادمة...لأننا سئمنا واقع الابتدال و الهجانة الذي عم كل مناحي حياتنا من لباس شبابنا الغريب الى حلاقاتهم المخيفة...دون  تناسي القواميس اللغوية المستعملة و التي تطرح اكثر من استفهام....فبالله عليكم كيف لشاب غلبه امر تدبير سرواله، أن يدبر الآفاق المستقبلية للوطن و للقارة(السراويل النازلة للركبة)... تعبت من تحليل ما رأيت فأحببت مقاسمة المشاهد لعل التحليل يطال الظاهرة... 

نجاة زين الدين




Share To: