الكاتبة المصرية / أميرة محمد تكتب خاطرة تحت عنوان "فم اهتم" 


الكاتبة المصرية / أميرة محمد تكتب خاطرة تحت عنوان "فم اهتم"



أجمل ما تراه العين هي عيون ضاحكة لمعان البراءه يشرق بها و فم أهتم و حركات تلقائية لا تعرف  ولا تعطي قيمة لأحد حولها. 

فمهما كانت غيوم الحزن تظلم قلبك و تجعل عينك تمطر بسببها فهذه الضحكة التي لا تجد بها أسنان تجعل الشمس تشرق في قلبك وسط كل هذه الغيوم و الأمطار .

و للحظات تنسى كل ما كان يحزنك ولا يأتي علي شفتيك غير ضحكة سعادة و حاجبين مقوسين مع هذه الضحكة ثم عمل أشكال بالوجه كأنك أصبحت من أشهر مهرجي السيرك ، 

ثم تستيقظ فجاة من هذه اللحظه الجميلة فتجد أن إنطباع هذا الطفل الجميل ترك أثر طيب على نفسك الحزينة و كأنك كنت فرحًا ولم يصيبك الحزن من قبل لحظات.

فأدركت وقتها لماذا ينصحون بأن نجاور الأرواح الطيبة لأن بمجرد رؤيتهم يزيحوا ما أثقل الزمان به كتفنا و يذكروننا بنور الصباح والأمل الذي كنا نسيناه من كثرة الحزن. 

وعرفت وقتها أن لكل شيء نهاية، فالحزن نسيته بلحظة دون مجهود كبير ودون أن يمر علي حتى كثير من الوقت. 

لعلها كانت لحظة.. ولكنها كانت لحظة تداوي الجروح و تطيِّب القلب المشتاق لسعادة غائبة عنه منذ زمن بعيد .

فالسعادة ممكن أن تجدها في قلب الحزن ولكنك أنت الذي أعميت قلبك عنها. 

فعش كل لحظه كما هي ولا تيأس من روح الله فهو سيوجد لك السعادة فى خِضَم حزنك كما أوجد المياه في وسط الصحراء تحت أرجل إسماعيل وأمه هاجر ، و لم ينقطع الماء عن هذا البئر الي الآن و يسقي كل العطشى و يشفي به كل مريض بأذن الله. 

فمثل ما أعطاك الله السعادة فى ذروة حزنك إعرف أنه سيجبر خاطرك في ذروة إنكسارك. 

و لكن لا تنتظر أن يجبر الله قلبك من نفس الاشخاص الذين تسببوا فى إنكسارك وخذلانك،

ولكن من الممكن أن يأتي العوض في أن تقابل أشخاصًا آخرين  يجبرون بخاطرك فتعرف وقتها أن الله بعثهم لك.  

فأمتن لله و تقبل نصيبك من الحزن لأنه في المقابل نصيب آخر من الفرح و الجبر ولكن عليك أن تدقق النظر أكثر  لأن دائماً لحظات الحزن تكون واضحة أكثر لنا.

فلا تكترث للناس وأفعالهم لأن رب العباد قريب منك وأقرب إليك من حبل الوريد فالحمد لله على كل لحظات حياتنا السعيد منها و الحزين.




Share To: