الكاتب المصري / ربيع عبدالحكم يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الواجب امام العاطفه" 


الكاتب المصري / ربيع عبدالحكم يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الواجب امام العاطفه"


نشبت مُشاجره في احد الأحياء التجاريه نتيجتاً للتنازع على احد المحلات التجاريه وانتهت بقتل حجازي على يد وليد امام مرأى واعين المتفرجين  ولكن من ضمن المتفرجين صبي صغير وهو ابن حجازي ويِدعى نصر وبمجرد ان رأى الطفل ابيه طريحاً على الأرض غارقاً في الدماء مما اصابته حاله من الصرع وهو يصرخ ويسرع في خطواته ناحية ابيه وبالفعل وصل الى ابيه وسط زحام من المتفرجين فقام نصر بحضنه ومازالت عين ابيه لم تغمض وكأنهما يرسلان رسائل مشفره لايعرف فك شفرتها سوى الطفل وأبيه ثم اغمض عينه وانتهت الرسائل  بينهما وبعد التحقيق واستجواب الشهد اُحتسبت من باب القتل الخطى فأخذ وليد حُكم بسيط وتم قضاؤه وخرج ليمارس حياته بما فيها من مُتع وكأنه لم يحدث شئ وقبل ذالك اخذت المرأه ابنها الى حي آخر لتستقر به به بعيداً عن الحي القديم وما به من احداث مأساويه خشية على ابنها من اصابته بمكروه وهي لاتحتمل ذالك فهو كل ماتبقى لها في الدنيا وبالفعل تم الانتقال ووجدت مصدراً للرزق تُصرف به على نفسها وعلى ابنها نصر وكان كل حلمها ان يصبح وليد طبيب تماماً كما كان يحلم ابيه فذهبت الى المدرسه وقدمت اليهم جواب نقله من المدرسه القديمه الى المدرسه التي ترغب ان يلتحق بها ابنها وبالفعل تم القبول وبداء وليد مشواره التعليمي وهي مُصممه من داخل اعماقه ان يتم نصر دراسته ويصبح طبيباً كما كان يريد والده ومع كل مرحله عمريه مختلفه تزرع به القيم الانسانيه الجميله حتى يكون ابنها من اسوياء النفوس الا ان الصبي  كلما يكبر بالسن يكبر معه معه منظر قتل ابيه ولا ينتابه سوى حلم وهو الرسائل المشفره والتي القت بها اعين ابيه في عينه  مما تجعله في حالة قلق مستمر وفزع اثناء النوم وهنا يزداد الحِمل النفسي على الام في محاولة ان تُنسي وليد ما حدث سابقاً وتُخرج من ذهنه هذا المنظر الأ ان الام لا تعرف ان الرسائل بين الابن وابيه لاتزول ابداً فهي راسبه وراسخه في قاع العقل لأن ذاكرة الطفوله مثل البطاقه الذكيه للاجهزه الذكيه لاتمسح مابها  الا بفلتره او اعادة ضبط مصنع وكبر وليد وبداء ينتقل من مرحله الى مرحله اخرى وبدأت الام تكبر ايضاً وتكبر مسئوليتها ناحية وليد في كيفية المحافظة عليه وما يراوده في نفسه وما يختزن بعقله الباطن  واخيراً كلل الله تعبها وجُهد ابنها ودخل وليد كلية الطب وكأنها اوفت بالدين الى ابيه بدخول وليد كلية الطب واثناء دراسة وليد تعرف على احدى زميلاته فَكن لها حُباً وهي بادلته نفس الشعور وحينما صارح اُمه بذالك فرحة فرح شديداً لان الام تعرف ان الحب والكره لايجتمعان وان حُب هذه الفتاه سَيُذيب ويمحي مافي قلب وعقل وليد من الزمن الماضي وما تُنغص عليه حياته وبالفعل تم التخرج من الجامعه واصبح وليد دكتور  جَراح بأحد المستشفيات الكبيره وذاع صيته في اجراء العمليات الجراحيه المُستعصيه ونسبة نجاحه فيها  ثم تزوج من زميلته في جوء يسوده البهجه والسرور وخاصة الام ثم أنجب فتاه اسماها على اسم امه كوفاء جزء من سداد الدين لها وتقديراً عن حُبه وامتنانه وتقديره لما قدمته له ثم انشغل بحياته وبعمله وطفلته  .

الأ انه في يوم من الايام فوجئ بأستدعاء المستشفى له في وقت مُتأخر من الليل لأجراء عمليه جراحيه لشاب نتيجتاً لحادث سياره  فذهب مُسرعاً لأداء واجبه المهني والانساني الأ انه بمجرد دخول الطوارى وجد وليد قاتل ابيه يبكي ويحتضن هذا الشاب وبأستفساره من طاقم التمريض اتضح له ان هذا الشاب ابن وليد قاتل ابيه وهنا غادر مسرعاً الى غرفته الخاصه بالمستشفى وكأن شريط ذكرياته يِعرض امامه ولكن بالعرض البطئ وما افاقه من ذالك الا طاقم التمريض يأستعجاله بالدخول الى غرفة العمليات لأجراء العمليه لانقاذ الشاب فقرر اجراء العمليه ولكن وهو في طريقه الى غرفة العمليات وجد قاتل ابيه وبالنظر والتدقيق في ملامحه عادة اليه الرسائل المشفره من اعين ابيه وكأنهاولأول مره تعود للحياه من جديد فبداء يعلو نَفسه وكأنه يريد الانتقام الا ان الطاقم الطبي افاقه من سيطرة عقله الباطن عليه وهنا دخل وليد غرفة العمليات وامامه من لاحول له ولا قوه وهو ابن قاتل ابيه 

فهل سيُهمل وليد في اداء واجبه انتقاماً لثأر ابيه واخذه من ابن قاتل ابيه ام ان الواجب سينتصر على العاطفه.




Share To: