الكاتبة التونسية / رنيم عثمان تكتب : اليتيم ..
و ما أصعب حياة اليتيم ،
يعيش حزنه بصمت .. لا يسمعه أحد .. لا ينادي باسمه أحد
لا أب له و لا أم ..
لا سند له و لا حنان عليه
يعيش آلمه وحيدا، يئن و يئن و لكن لا مستمع ...
لن يجد من يخاف عليه و يحميه، لن يجد من يغمره بالحب و يعطف عليه ..
لن يستطيع سماع كلمة " إبني" بصدق يوما ..
عديم الحظ .... عديم الحيلة
لم يظن يوما أن اليتم بهذه الصعوبة
لم يظن أن العيش بدون والدين ستكون بهذه البشاعة ..
أمه، أباه ... أساس الحياة ...
ماذا سيفعل من دونهم، كيف سيعيش ؟؟
ما السبيل من عيشه الآن إذن !؟؟
لقد تدمر الآن حقا، يعيش حزنه كل لحظة ... كل يوم
يتمنى دائما لو أنه ذهب معهم، لو رافقهم في رحلتهم، لكان أحسن بكثير من عيشه وحيدا ..
أمي .... أبي
ماما...... بابا
أماه...... أباه
.......
يناديهم كل يوم ... و لكن لا مجيب ...
يفكر دوما باللحاق بهم، بالفناء قبل فوات الأوان ...
لعل حياته هناك تكون أفضل بكثير ..
لكن سرعان ما ينادي الله و يطلب منه الغفران و الهدى ..
يطلب منه المساعدة في هذا البلاء فهو شديد اليقين أن الله إذا أحب عبدا إبتالاه ..
يتذكر أن والداه ينظرون إليه من السماء، يراقبون نموه يوما بعد يوم، ينتظرون نجاحه بفارغ الصبر ...
فيواجه هذا الحزن لأجلهم فقط ..
ليسعدهم
ليرتحون في مأواهم ..
حتى و إن كان وحيدا من دون أحد ..
فهو أقوى مما يظن الجميع ..
وحدته و يتمه مصدر قوته و وجوده ..
سيجعل والديه فخورين به أينما كانوا، إلى أن يلتقي بهم و يجتمع مع من أحب طوال حياته ..
هكذا سيكون ... ❤
Post A Comment: