الكاتب والباحث المغربي / ذ. رشيد الوارتي يكتب مقالًا تحت عنوان "الحداثة في العالم الاسلامي" 


الكاتب والباحث المغربي / ذ. رشيد الوارتي يكتب مقالًا تحت عنوان "الحداثة في العالم الاسلامي"


يرجع مفهوم الحداثة والتحديث بالعالم الاسلامي الى العصور الوسطى وتحديدا خلال فترة بناء الدولة الإسلامية على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وبالضبط بمجال شبه الجزيرة العربية مكان انطلاق أولى نواة الحداثة في شتى المجالات.

لقد تمكن محمد صلى الله عليه وسلم من ترسيخ مفهوم الحداثة في العالم الاسلامي عبر مراحل مستحضرا في ذلك تعاليم الدين الاسلامي ونور الوحي الذي أرسله الله تعالى بواسطة جبريل عليه السلام ؛ فما هي اذن مراحل الحداثة والتحديث بالعالم الاسلامي ؟

- تبتدأ المرحلة الأولى بمحاولة تغيير طريقة تفكير الناس والمجتمع أي البناء العقلي للمجتمعات من خلال اتباع تعاليم القرٱن الكريم ودراسته وفهم ٱياته واستحضارها وتحليلها وربطها بالواقع والنفوس قبل الأوراق ؛ لأنها تحتوي على كل ما يهم العقل البشري .

- أما المرحلة الثانية فقد تجلت في محاولة بناء المجتمع وركائزه والعلاقات الاجتماعية ؛ قوامها المساواة والعدل بين الأفراد وعدم التمييز بين الاجناس والالوان والسلاليم الإجتماعية ؛ هادفا الى محاولة القطع مع المجتمعات التقليدية الجاهلية التي كانت تستعبد الناس وتقلل من مكانتهم هذا فضلا عن التقليل من دور المرأة واستغلالها بدون شفقة.

- وأما المرحلة الثالثة فتتضح جليا عبر محاولة نشر تعاليم الدين الاسلامي وفي كل أقطار المعمور ؛ بالطريقة السلمية عبر ترجمة تعاليم الرسالة الإلهية ؛ وهو ما كان له صدا ايجابيا على مناطق المعمور حيث استقبلت الرسالة والحداثة الإسلامية بصدر رحب ودون ملل و بقلب سليم.

لقد استمرت الحداثة الإسلامية ما بعد فترة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى يد الصحابة رضوان الله عليهم ؛ وعلى يد  الامبراطوريات الإسلامية التي حكمت العالم الاسلامي خلال العصور الوسطى والحديثة ؛ وهو ما تبين من خلال الاثار الايجابي على حضارة أوروبا التي كانت تعيش أسوء فترات تاريخها .



Share To: