الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب مقالًا تحت عنوان "لا يحبون السودان"
للأسف لم أرَ في حياتي، ساسة وأصحاب مناصب يبغضون بلدانهم، ولا يريدون لها خيراً، كما يفعل الساسة السودانيون؛ لماذا تُبتلى هذه البلاد دائماً بمن لا يشبهها ولا يرقى لمسئوليتها، بمن يُهينها ويهدر كرامة أهلها، إلى متى ستعترك النُخب السودانية على المكاسب الشخصية والمصالح الخاصة على حساب رِفعة هذا البلد وعلوِ شأنه، متى سيعيش هذا الشعب حياته التي تليق به، و يتوقف عن تسوَّل الرخاء والأمن في ديارٍ غير داره.
أين العقول المُفكرة؟ أين أصحاب المبادرات؟ متى سيتوقف كل هذا الهُراء؟؛ ويبدأ السودان صفحته الجديدة التي عنوانها الإرادة والعمل والإنجاز، من سيضع حداً لهذه المهزلة، ويقف في لحظة مفصلية من التاريخ ليقول بملء فيه و يجهر بأعلى صوته " هذا يكفي"، لقد تأخرنا كثيراً، لن نقبل أن نكون دولة ثانية في هذا العالم، ماذا ينقصنا لتصبح السودان دولة اقتصادية ناجحة، دولة متقدمة، دولة عظمى.
أين قادتنا من "مهاتير" ماليزيا، و "كاغامي" رواندا، "و لي كوان يو" سنغافورة، الذين خرجوا ببلدانهم من المجاعات والحروب الأهلية والفقر، إلى مصاف العالم الأول، فأصبحت في وقت وجيز من أسرع دول العالم تحقيقاً للنمو الاقتصادي، وتحوّلت من دولٍ زراعيةٍ فقيرة إلى دولٍ صناعيةٍ متقدمة.
أولئك الذين صنعوا النهضة وأقاموا دُولًا رائدة من لا شيء، هم ليسو أنبياء ولا خوارق، إنما بشر لا فرق بينهم وبين قادة هذه البلاد سوى " قوة الإرادة"، أولئك أرادوا لبلدانهم أن تكون، فنهضت وكانت، أما هؤلاء فما زالوا في مرحلة التمني ولم يُريدوا بعد.
ويكفينا عظة واعتبار ما قاله لي كوان يو عن نفسه: " أنا لم أقم بمعجزةٍ في سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبي، وخرجت من رحم هذا الشعب أجيال تحب العلم والأخلاق، بعد أن كان شعبًا يبصق في الشوارع، ويشتم بعضه بعضا".
لعناية معاليهم:
إن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم قد تنبأ بخذلانكم ودعا عليكم قبل مئات السنين، وحتماً سيستجيب الله اذا تخاذلتم وخانت ايديكم وماتت ضمائركم وكدّرتم حياة شعوبكم وقسوتم عليه، فقال في دعاءه: (اللهم من وليَّ من أمر أمتي شيئًا؛ فشقَّ عليهم اللهم فاشقق عليه).
أخيراً أُردد ما قاله الطيب صالح قبل عشرات السنين: " أيّ وطنٍ رائعٍ يمكن أن يكون هذا الوطن.. لو صدق العزم، وطابت النّفوس، وقلّ الكلام، وزاد العمل".
Post A Comment: