الشاعر اليمني / محمد حميد الشرعبي يكتب قصيدة تحت عنوان "الباب الذي أوصِدَ في وجهي ذات مساء"
الباب الذي أوصِدَ في وجهي ذات مساء
ظل يشكو الوحدة بين حشد الايادي
وأصبحت الدواب تفتته ،رويداً رويدا .
كلما سمع فحيح الاشجار
واشتمَ رائحة الحشائش
و كلما رأى الطيور تحلق في البعيد
لَعن الحطاب، وفأسه
وخيانة العود
ولَعِنَ الأيدي التي أوصدته في وجهي .
مر الوقت
وتوالت الأيام سريعاً
عندما رأيت بقايا رماد على عتبته
أخبرني طائر السنونو
أنه ظل يندب كثيراً
ويحبس تأوهاته
حتى اشتعل بالكامل .
الباب الذي فتح لي ذراعيه ذات صباح
نسي نبوءة الغاب
وقواعد الحزن الأربعين
ونسي ألم الفأس ورائحة الحطاب
لم يعد يشتاق العودة الى الشجرة
أو الرقص على أصوات العصافير صباحاً
لقد آمن بي كثيراً
فكل صباح أمر من خلاله
يمد ذراعيه ويعانقني بسعادة
فتنبت في كفي يداه زهرةً ، وقصيدة
يوماً ما
سيكون لديه الكثير
من الأزهار والقصائد
وسيكون أشد أخضراراً ، وزهواً
لذلك أؤمن بأن قصائدي ستجعله
ذات يوم
يرمي مقبضه في الهواء
ويعود الى الغابة
الى حيث ينتمي .
Post A Comment: