الكاتب الصحافي المصري : شعبان ثابت يكتب مقالًا تحت عنوان "تعليم للبيع"
كتبت مقال منذ أكثر من شهرين عن أحوال التعليم في بلدنا وما حدث في الثانوية العامة من لجان غش لأبناء ( الأكابر) والتي تم بسببها الإطاحة بوزير التربية و التعليم السابق الدكتور طارق شوقي الذي رفع شعار محاربة ( الدروس الخصوصية) وفشل فشلا ذريعا في ذلك وتعيين الدكتور رضا حجازي وزيرا للتربية والتعليم وقُلت في نهاية المقال؟
(من طارق لرضا ياقلب لاتحزن) ويبدو أنني كنت مخطئ فالحقيقة بعد أن تفتق ذهن وزير التربية و التعليم الجديد عن أفكار ينوي تطبيقها سنقول( ولايوم من أيامك يا دكتور طارق).
فجّر وزير التربية والتعليم أول أمس بمجلس النواب مفاجأة من العيار الثقيل لِما ينوي تطبيقه في مدارسنا التي من المفترض أنها ( مجانية) حيث قال أنه سيقوم بإعطاء رخصة رسمية لسناتر الدروس الخصوصية كي تمارس عملها تحت أعين الدولة وتُحَصل عليها ضرائب شرعية وسيعطي أصحابها رخصة مزاولة المهنة أي تستطيع أن تقول عليها ببساطة مثل رخصة الطبيب والمحامي لفتح عيادة خارجية أو مكتب محاماه؟!
كما تفتق ذهنه عن تحويل المدارس إلى مراكز للدروس الخصوصية ودلعها ( مجموعات الدعم) وإسناد ذلك إلى شركة خاصة تدير هذه العملية وتمنح التراخيص للمعلمين والمعلمات وتقوم الشركة بصرف المقابل المادي لهم الذي سيكون تحت رحمة هذه الشركة التي لانعلم من سيديرها؟
هذه هي بعض الأفكار التي يبدو أنها في طريقها للتنفيذ إن لم يكن هذا العام فسيكون بداية العام القادم أي أنك تستطيع أن تقول ببساطة وداعاً لمجانية التعليم بشكل رسمي بعد أن كان بشكل ودي وتحويل المعلم والمدرسة إلى سلعة تُباع وتُشتري تديرها شركات خاصة.
وقد خرج علينا المتحدث الرسمي للوزارة أمس ليؤكد أن هذه الفكرة سترى النور قريباً بعد أن وصل الرقم الذي يدفعه المصريين إلى 47 مليار جنيه سنوياً للدروس الخصوصية وهكذا في رأيي أن الوزارة رفعت الراية البيضاء بعد فشلها في مواجهة هذه الظاهرة التي إستشرت منذ سنوات فرفعت شعار!!
( لانعيش عيشه فل لانموت إحنا الكل)
أقول للدكتور طه حسين في قبره :
أرقد بسلام
فأحفادك أنهوا على مقولتلك
(التعليم كالماء والهواء)
وأصبح شعار التعليم الجديد
(إللي ممعهوش ميلزموش)
وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه.
Post A Comment: