الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "دموع الشاعره" 


الكاتب الصحافي المصري / شعبان ثابت يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "دموع الشاعره"



حطت الطائرة في مطار القاهرة ونزلت هدى أرض المطار لتطئ قدميها أرض الوطن بعد غياب 30 عاما قضتها في إحدى دول الخليج العربي.

وعادت بها الذاكرة إلى أيام الصبا والشباب حيث إلتحقت بكلية الآداب لتدرس الأدب والشعر الذي عشقته وأحبته منذ الصغر وهي الفتاة القروية هادئة الطباع صاحبة الإبتسامة الساحرة التي جذبت إليها كل زميلاتها وزملائها في الجامعة بعذب كلماتها وأشعارها التي كان يلتف حولها الزملاء ليستمعوا منها أبيات شعرها بصوتها الخافت فيلف المكان الصمت حتى يستمعوا جيدا لكلمات أشعارها التي كانوا ينتظروها بشغف كبير!!


بينما كان يجلس فؤاد يراقب من بعيد تحركاتها وكلماتها وإبتسامتها حتى فرغت من إلقاء شعرها وإقترب منها ليُعَرفها بنفسه ومن يومها صار لقاء هدى وفؤاد لاينقطع فقد إكتشفت أنه عاشق لشعرها وهو الشاعر الموهوب الذي كان شعره يملأ قاعات المحاضرات بين الطلبة والطالبات ووجدت هدى الهادئة ضالتها في فؤاد الذي شغف فؤادها حبا بل قُل عشقا ومن بعدها لم يفترقا حتى ذاع صيتهما في الجامعة بإسم الشاعر والشاعرة وتخرج فؤاد قبلها وإنتظرها سنوات قليلة لتُكَلل قصة حبهما بالنجاح وتزوجا وسافرا معا إلى إحدى دول الخليج العربي!


وعاشا هناك كزوجين عاشقين لبعضهما أجمل قصة حب تَنَقلا فيها بين المنتديات الشعرية والأدبية وحصلا على أكبر الجوائز الشِعرية والأدبية من الصحف والمجلات الخليجية بشعرهما وقصصهما القصيرة والطويلة أحيانا ولكن لأن ليس كل مايتمناه المرء يدركه فبعد سنوات عدة من الزواج لم يُرزقا بأبناء بالرغم من أخذهما بكل الأسباب الطبية من عمليات حديثة وإستنفذا كل الأسباب فإنغمس فؤاد في ملذات الحياة بين صالات الفنادق الفاخرة وأصدقاء السوء وأهمل هدي الرقيقة الهادئة فلم يعد كما كان فؤاد الذي إمتلك فؤاد هدى فقررت الإنفصال عن فؤادها والعودة إلى وطنها تاركة خلفها سنوات من الذكريات.


وهنا وعلى أرض المطار فاضت دموع هدى على عمر مضى وعمر قادم لاتعلم عنه شيئا إلا أنها وجدت أسرتها بالكامل في صالة المطار وقد تغيرت معظم الوجوه إلا وجه صابر إبن عمها الذي تذكرته فوراً لأنه كان صابرا فعلا فلم يتزوج وعاش على أمل أن تعود له هدى التي أحبها في صمت منذ أن كانا تلميذين في الإعدادية وقص عليها قصة حبه لها ففكرت وقررت الإرتباط بصابر الصابر لتقضي معه ماتبقى من عمرها في قريتهما الهادئة.



Share To: