الأديب العراقي / الدكتور عدنان الظاهر يكتب قصيدة تحت عنوان "أسرارُ البحرِ" 


الأديب العراقي / الدكتور عدنان الظاهر يكتب قصيدة تحت عنوان "أسرارُ البحرِ"


شئنا أمْ لمْ ... شئنا أم لا

الوعدُ النازلُ لا يقبلُ تأجيلا

إخفضْ جُنحَ الذُلِّ وبادلهُ الأخبارا

تأتي تدريجا

رملٌ يستقبلُ موجاتِ الصَخَبِ المُغري

والغرقى ومراكبَ فسّخها الطوْفانُ

وعواصفَ لا تعرفُ مَنْ حرّكها شرقاً غرْبا

والريحُ تُداعبُ خُصلاتِ جديلةِ حبلِ الصاري

هذا حتفُكَ يالساري مفتوحَ الأزرارِ

تُطفئُ جمرَ النارِ بأهدابِ مليكةِ حورِ البحرِ

أَفلمْ تسمعْ ما قالَ النجمُ الثاقبُ للنجمِ الهابطِ أرضا

صَخَبٌ يتضاعفُ مدّاً ـ جَزْرا

أغرقُ فيهِ بحثاً عن أَثرٍ باقٍ من أهلي

أو صورةِ ذكرى حَفرتني في أحجارِ الدارِ

نَقشاً يؤذيني ويُجدّدُ قصّةَ ميلادي فصلاً فصلاً

ماذا لو غاضَ البحرُ وكشّفَ أسرارا

علّقَ أعلاماً حُمْراً إنذارا

أنَّ الموجةَ في حلقِ الحوتةِ رعناءُ

والبِعثةَ نحوَ الأحجارِ السودِ تواجهُ أفيالاً أحباشا

إيماني مثلومٌ مكسورُ الأطرافِ كسيحُ

بُعْدٌ أُسطوريٌّ يُغريني

أخطو ... أتعثّرُ ... أكبو

أنهضُ أسعى أنْ ألقى مَنْ أهوى حيّاً أو ميْتا

قدّمتُ لها ما لمْ يفعلْ إنسٌ قبلا

جُمجُمةَ النجمِ الشرقيِّ أقولُ لها إنّي المُشتاقُ

أمشي آلافَ الأميالِ لألقاها تمسحُ جُرْحَ الأقدامِ

تسألُ كيفَ وطِئتُ الأصدافَ وجُزتُ الصخرَ الناتئَ في اليمِ 

الموتُ يهونُ لملقى ثغرِ البرِّ وثغرِالبحرِ.




Share To: