د . امحمد امحور _ناقد وباحث مغربي_ يكتب قراءة نقدية في رواية "الموت في زمن كورونا" 


د . امحمد امحور _ناقد وباحث مغربي_ يكتب قراءة نقدية في رواية "الموت في زمن كورونا"



إن رواية (الموت في زمن كورونا)بمثل هذه المقاطع السردية التي تعيش على فائض المعنى،وهي تراهن على الوظيفة الجمالية التي تترك للقارئ المبادرة التأويلية لخلخلة الفضاء الزمني ؛ أي إن البعد الزمني الكوروني في الرواية يحتاج إلى من يساعده للإشتغال.والسجل الموسوعي للقارئ ينبغي أن يستضمر قوانين فضاءات الرواية لإعادة صوغ الأفعال السردية لإعادة تشكيل لغة هذه الفضاءات وعنفها السيكولوجي؛ذلك أن البطل التراجيدي(المختار)لم يتأثر فقط بالجائحة وإنما بواقعه النفسي المتأزم،وتنكر هذا الواقع له.وهذا الصراع النفسي في زمن كورونا هو الضامن لقوة السرد،وتنامي الأحداث،فالزمن هنا دائري ينطلق من الذات المتأزمة ليعود إليها من جديد في شكل حلزوني دائري.وفي هذا السياق فإن شخوص الرواية تستنجد بالبطل التراجيدي لتخفف من وطأة هذه الجائحة التي نزلت على البشرية جمعاء ضيفا ثقيلا،وهي تتوق إلى الانعتاق من تبعاتها غير المرغوب فيها،تماما كما يتوق البطل للانعتاق من عقده النفسية،ورغبته الجامحة في استرجاع فحولته.

إنها رواية تراجيدية مستفزة للذخيرة الفكرية للقارئ المفترض وتشركه في لعبة بناء المعنى وإعادة التوازن النفسي للبطل التراجيدي في فضاءات مشيدة لسرديات الزمن الكوروني،وما يحيل عليه من تناقضات ،ومفارقات،وصراعات،

وفضاءات خاصة بالانتاج والتلقي.




Share To: