الكاتبة السودانية / هديل السر تكتب خاطرة تحت عنوان "هكذا أنا" 


الكاتبة السودانية / هديل السر تكتب خاطرة تحت عنوان "هكذا أنا"



هكذا أنا خاوية، عالقة ما بين الشعور واللاشعور، تجدني فتاة تضحك كثيراً ولكن داخلي يبكي مريراً (أحياناً يبكي فيك كل شيء إلا عيونك) فتاه تضج بالحياة لكن داخلها مُهدم وكئيب، أسقط وأنا واقفة ولكن قلبي يرتطم بشده!.

هناك ما يَنقُصني رُبما أمل، رُبما نسيان، رُبما صديق، ورُبما أنا؟! .

‏كُنت مثل ذاك الشخص اليائس الذي يسلك طرقات خاوية في حلكة الظلام الدامس دون وميض ضوء نجم أو قمر في السماء ‏ليُرشدني إلى الدرب الصحيح، فطالما أنني متُمسكة بهذا الطريق فإنني لن أعرف موقعي أو إلى أين أتجه( نُرشد التائهين ولا نعرف كيف نغادر المتاهة !) . أعلم جيداً أنني أهرب من نفسي فأنا ضعيفة جداً حين يمسني سوء، لا أعاتب لكن أهرب مع وجعي ونفسي، لقد تَعبت من فرط الفرار من نفسي، ‏أتجنب الآخرين وكأن روحي جرحاً مفتوح.

أنا أعترف بأنني فوضوية، لي عقلًا 

صلب، وقلبًا هش، أنا ممتلئة بالبهجة والبؤس، أتهاوى بين النجاح والفشل، بين دموع السعادة ودموع الحزن، بين ظاهر يهتز بالحب، وأعماق تتشقق بالوحدة،‏ بقائي بهذا الهدوء لم يكُن سهلاً.

‏أنا بخير، لكن بـشكل غريب جداً، متحطمة لكن قوية، مكسورة لكن صلبة، وحيدة لكن ممتلئة بنفسي، هشه لكن صامدة.

كان لدي الكثير من الكلام، حتى النية في البكاء والصراخ عالياً كان لدي الكثير من المشاعر المبعثرة كنتُ أنوي أن أُضبضبها، كان لدي الرغبة في هدم جميع علاقاتي الهشة، لكن مثل كل مرة راقبت مضي اللحظة وأنا صامتة، لماذا المرء دائماً يقول أشياء أخرى غير تلك التي رتبّها في صدره، ما ذَنب قلبها إن كان لطيفُ لا يؤذي فَيوذى.

‏هل جرّبت يوماً أن تكون مُترفاً من الحزن؟!

أن يكون داخلك فائضاً من التعب؟! 

إنها أوقات مستعارة من الجحيم، تلك التي تستجدي فيها البكاء أن يأتي ولا يفعل.

وكأن حياتي مثل الشتاء تبحث من يدثر أيامها ...!

‏وأنت الذي لم يبغي فيك شيء لم ينكسر؛ ‏أيّ قوة هذه التي تبغيك مُــبتسِم؟!


#هديل

Share To: