الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور تكتب خاطرة تحت عنوان "تسجيل إنتصار" 


الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور تكتب خاطرة تحت عنوان "تسجيل إنتصار"



... 

 كان واقفًا أمامي، أماميَ تمامًا... لم أستطع رؤيته أو التعرّف عليه، صديقتي تُشير إليه بيدها وتخبرني بأنه موجود أمامنا، والثانية تُمسكني  ناحية القلب خوفها عليَّ من إنهيار أعصابي، أُقسِمُ حينها أنّ نبضات قلبي التي كانت تكاد تصل للألف عندما كنتُ ألمحه أو أسمع صوته، لم تصل لعددها الطبيعي حتى هذه المرة... والأخرى تُخبرني بأنه برفقة ذاك الشاب... الأغرب، أنني رأيتُ ذاك الشاب وتعرفتُ عليه إذ كان بإحدى الأيام رفيق المقاعد الدراسيّة؛ لكنني لا زلتُ هو لا أراه! 

أخيرًا، رأيتُ - بجانب زميلي القديم - شابًا مراهقًا ممسكًا بهاتفه مبتسمًا، على ما يبدو يقوم بالألاعيب ذاتها ويُلقي الأكاذيب على فتاة جديدة!! نظرتُ داخل عيناه اللوزيتين، لم أرى ذلك البريق الأخّاذ!! أنفه ليس ببندقي، هو باهت جدًا،أين اللمعان؟ أكان اللمعان والبريق في عيناي؟! بُعده كان راحتي، خرجَ من روحي الذي أتعبها، كان يحجب عني سعادتي ورزقي، كان الحاضر الغائب، كان يجعلني أظن بأن لا حُسنَ لي!! أيقنتُ تمامَ اليقين أنني كنتُ في كل تلك المدّة أراه بقلبي لا بعيناي، وبأن ما من شيء عظيم قد فاتني، وبأنني كنتُ أستنزف طاقة قلبي وقلمي عليه... ها قد نَفَر قلبي منه، وثارَ قلمي عليه! وبعد ما يُقارِب السنة من تحرري من قيوده، خَرَج من قلبي... وهذه المرّة، لم يُحرّك ساكنًا في داخلي، رأيتُه بعيني للمرة الأولى التي رغم أنني نظرتُ إليه لوقت طويل حتى استطعتُ استعادته في ذكراي. "تعلّمتُ أنّ أحيانًا ننظر إلى الشخص ومع ذلكَ لا نراه" 

انتصرتُ عليه، وأعترف بأنّه أسخف إنتصاراتي!



Share To: