الكاتبة المغربية / وجدان بودادن تكتب مقالًا تحت عنوان "هي الحياة" 


الكاتبة المغربية / وجدان بودادن تكتب مقالًا تحت عنوان "هي الحياة"


سافرت المخيّلة عبر الزمن، حيث أصبح القلب يكتشف الكثير من المشاعر السلبية والإيجابية، وعاد المنطق يشتغل أكثر من اللازم، هل هيَ الحياة ؟!

كنتُ دائما أُردّد عبارتي الجميلة "إنها الحياة وليست الجنة"، قد تعني العديد من المفاهيم الواضحة وتتمكَّن من حل الألغاز الصعبة، هنا يبدأ التغيير الحقيقي! عندما نرى أن الحياة ليست ملكا لنا، ليست كما نراها نحن، وليست مسكنا حقيقيا نأكل، نشرب، نعيش فيه، ونحرص على ملكيته عمرا كاملا، أحيانا نكتشف مغزى الأمور في وقت متأخر يفسد سر الوجود ويحرِم النفس من عيشها، ثم تأتي المحن التي منحها الله من أجل الصبر والقوة، والمصائب التي أنزلها الله على شكل دروس حكيمة، بعدها نُصحّح أفكارنا السطحية وأحاسيسنا المبعثرة، هيَ هكذا - الحياة - بحلوها ومرها، كيفما كان طعمها إلا أن الفائدة منها أكبر مما نتصوَّر، البعض يظنُّ أن الأمر عادي ولا يبالي بما يحصل، والبعض الآخر يأخذ كل شيء بعين الاعتبار، يُحلّل، يُفسّر، ويُناقش جميع الأبواب في النهاية يجد "الحكمة الربانية".

صادفت الكثير من الكتب تتحدّثُ عن نفس المنظور، حتى أنني رأيت بعض العقول الراقية تقول نفس الكلام، ربما العيش وسط كومة من الأحداث العسيرة تفيد البشر من ناحية تقبّل الواقع وحسن الظن بالله، لأن الحياة جميلة لكن بعض الأشياء واجب علينا عيشها كي نتعلم معنى - الحياة الحقيقية - ، ليست تلكَ التي نتخيّلها باستمرار وردية بيضاء، بل تلكَ الرمادية التي أخبرنا الخالق بتوديعها يوما ما! الجميع لا يُصدّق فكرة التخلي، وكأنها مستحيلة في مثل هذه المتعة الغبية التي تحكمت في دماغ الإنسان حتى صار منعدم الإنسانية والرحمة، صدّقوني! كل شيء مكتوب بقدر ومحسوم عند مالك السماوات والأرض، "فقط إيمان قوي".

خرجت في يوم من أيام الله سبحانه وتعالى، أشعة الشمس تعكس الضوء الحقيقي، جمال السماء يعكس ألوان السعادة، والهواء النقي ينتظر عودة أمل غاب عن الوعي، عندما تنظر جيدا إلى هذا الكون وتتأمّل وسامته الرائعة، تنسى كل ما حصل لكَ وكأنه كابوس مرعب أو حلم خيالي، عندما ترى وضع الناس ومُشكلاتهم المتعبة تنسى نفسك ماذا عشت وكيف، حقا هيَ الحياة! كل الموجودات ملك الخالق جلّ في علاه، كل المخلوقات خلق الخالق جلّ في علاه، وكل ما نعيشه حقيقة مكتوبة في اللوح المحفوظ، أما أنا أحب الكتابة من أعماق وجداني، وأتحدّث كثيرا لأنني لا أستطيع الصمت عند حدث أو مصيبة، أتمنى لكَ الخير أيها القارئ، "وهنا تكمن العبرة".

في المراحل الأولى من حياة الإنسان، يبدأ برسم طريق المستقبل حسب خياله العلمي وقدرته الصغيرة، هذا خطأ! عندما تكون التربية على أساس ديني محض، والدراسة على آيات قرآنية صحيحة، ثم الوصول إلى درجة عالية من النضج والوعي، يكون الإنسان قد نجح في اختبارات - الحياة الحقيقية -، أي إذا أصابه مرض متعب يعلم أنه من الله، إذا تعرّض لخسارة مادية أو معنوية يعلم أنها من الله، وإذا فقد شيئا ثمينا صعد إلى السماء حيث  - المكان الصحيح -، الأمر صعب حتى النخاع! لكن الخير فيما اختاره الله سبحانه وتعالى، صبر جميل، وإيمان قوي، ويقين حسن، والحمد لله دائما وأبدا "إنها الحياة وليست الجنة".



Share To: