الكاتبة المغربية / كوثر عشماني تكتب مقالًا تحت عنوان : إيديولوجية الفكر الديني بين الإشهاد و الإلحاد .


الكاتبة المغربية / كوثر عشماني تكتب مقالًا تحت عنوان : إيديولوجية الفكر الديني بين الإشهاد و الإلحاد .



تجف الأقلام و تبتل الصحف و يستكثر اللغط بين مؤيد و معارض حينما يذكر موضوع الدين بوتيرة مستمرة ،  لطالما بات هذا الموضوع مادة دسمة لمفترسي العقول  كأحد طابوهات المجتمع معاصرا كان أم قديما بإثارتها للجدل بالقلم أو اللسان بين علماء و رجال الدين الذين يقرون بمشروعية الكتب التشريعية كالقران و السنة كتراث ديني لا يستهان به سواء أكان عند السنة أو لدى الصوفيين او عند الشيعة ..  و أحقيتها الكاملة في تدبير و إنشاء ذات أخلاقية مسؤولة تعرف ما لها و ما عليها بين  الله أولا ،  بين نفسها  من جهة وبين الغير من جهة أخرى ، وبين الفكر العلماني الذي يعترف بالذات الإلهية و لا يعني بالضرورة كما هو متعارف عليه أنها تقر بإلغاء الدين و محاربته و انتشاله من الدولة بشكل قسري كامل ..بل تعطي الحق الكامل لكل الأفراد حرية الإختيار فالكل له الحق بعبادة خالقه كيف ما يشاء ، و وقت ما يشاء ...لكنها تقف بحزم و بشكل حربي أمام كل من حاول إكراه باقي الأفراد و المجتمعات على اتباع مبادئه و اعتبارها نمط متكامل يجب اتباعه حسب زاوية رؤيته ..و بين منكري الذات الاهية بشكلي قطعي او ما يصطلح عليه بشكل ظاهري دون تستر او تجميل لصورته الخلفية بالإلحاد،  الذي يتعتبر أحد الظواهر الغريبة على المجتمع الإسلامي بسبب ضعف الوازع الديني لدى الأفراد و الانفتاح الثقافي الكلي على عادات المجتمع الغربي أو بمصطلح آخر الإنسلاخ الجذري من الهوية الإسلامية الحضارية ، باعتبار أن الإسلام (بشكل خاص لأنه أكثر الأديان رغم فردانيته بقوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام " و الديانات الأخرى عبارة عن شرائع  ) هو الإذعان و الانقياد بأوامر الله و اجتناب نواهيه بصدد تنظيم النفس البشرية و تهديبها ..ليس عقابا لها بل تقديرا لها قصد حصولها على تزكية خاصة بامتلاكها عقل يدبر و يسيطر على شهواتها و هفواتها ..على عكس الإلحاد الذي يقصد به العدول عن الدين و الخروج عنه ..بل أكثر من هذا الطعن و التشكيك ليس فقط بالأحكام السماوية ..بل في الخالق تعالى ،  كإنكار الحجاب للمرأة ..و القول ان الصلاة ليست واجبة فهي تبقى إحدى خصوصيات الإنسان ..و استحلال الربا ..

إن من أهم مرتكزات نمو المجتمع المتقدم الحضاري  ، لا تتعلق فقط بالجانب الاقتصادي ، او في العدد المئوي لصادراتها او مستورداتها ، او الدخل الفردي لعناصر المجتمع البشرية ، فكم من البلدان عربية كانت أم أعجمية تكاد من فرط غناها أن تجعل لكل شخص طقم أسنان من ذهب ...لكنها تعرف عجزا في ميزان ايديولوجياتها ، إذ تعيش صراعا و تضاربا شديدا بين جهات معينة تحاول كل واحدة منها فرض أراءها من البعض من الشخصنة على المجتمع ككل و تبخيس الجهات الأخرى و التعصب لكل من يخالفها  فهذا ما يجعل الحجر في عجلة نموها .

بقلم : كوثر عشماني 


البريد الالكتروني: achmanikawtar2003@gmail.com





Share To: