الأديب المغربي / نورالدين بنعيش يكتب قصيدة تحت عنوان "سهدني الجفاء"
******
أعادني عبق الزنبق
إلى بستان الذكريات
أعبث طويلا بالوقت...
كأن قدري يتكرر مع
قدرك...
وقد طلقت الهجر
ذاك من عمق أخاديد
الجراح الموجعة
وضيق عليّ دائرة الحركات!
سجين في قفص الوحدة
سهّدني الجفاء
وفرق بين جفني والوسن
كم وكم ليلية قضيتها
أملأ بالفراغ
كل الفراغات...
فلا سواه عندي أهل
لهذه المهمة
كمن يحاول أن يملأ
فضاء الكون بالرمال
أناجي صمت ذاتي
بهمس الهمسات...
كأني بركان انفجر
فأحاول أن أبتلع
في صمت حممي ...!
فسال دمع الشمع
وتدفق حبر شعري
شلالا يجرف معه
من قاموس لغتي
أحلى الكلمات
إكليلها أبجديات مُخْمليّة
زينت جيد الصفحات !
فارتوى عشقا قلبي
الظامئ من رحيق
زهرة نبتت بين
صخور من رخام
كسرت بعنفوانها
موج المحيطات
أحيى في حضرة الهوى
يصدح فؤادي بالآهات
والآهات ...
أرقص مع ظل الشجر
يعزف موسيقاي طائر
السنونو
على نغمات طائر
ليلة الليلات
أنسى نشيجا ذرفته
طويلا روحي
أهب لك هدية
من سماء السماوات
نجما مضيئا أتطلع
إليه وكل عاشق مثلي
يغار القمر منه
فغضب عليه
ليتركه هائما ...
تائها...
يتحسس الخطى في الظلمات!
Post A Comment: