الآديبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "الافتتان بالنساء" 


الآديبة المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "الافتتان بالنساء"



السلام عليكم ،

الافتتان بالنساء : 

في عصر كثرت فيه الشهوات وزادت الكوارث بقى الافتتان بالنساء هو الطامة الكبرى لكل رجل غير سوي أو غير قادر على إحكام شهواته والتحكم فيها و تحجيمها بقدر الإمكان فهو لم يُخْلَق حيواناً حتى تَجُرَّه تلك الغريزة الشنعاء التي تجعله لا يختلف كثيراً عمَّن سواه من المخلوقات ، فلمَّا كان على المرأة الاحتشام كان على الرجل غض البصر وعدم التطلع لمفاتن المرأة بأي شكل كان وإلا كان مصيره الهلاك في الدنيا والآخرة ، فكلاهما مسئول بنفس القدر عن التحكم في ذاته ومنعها من اتباع طريق الشهوات ولهما نفس العقاب وهو الجَلْد في الدنيا والعذاب في الآخرة ، فالوقوع في تلك الموبقات هو من أعظم الكبائر التي منعنا الله عنها وحرَّمها تحريماً باتاً عاقبته نار جهنم وعدم القدرة على النجاة من لهيبها وعذابها القائم الذي لا يتوقف ، لذا كان لزاماً عليه أنْ يقف مع حاله يتساءل أَمِن أجل لحظة تهور وانجذاب تضيع حياته وتُوضَع على المَحك ؟ ، أَمِن أجل نظرة إعجاب وحب يُحْرَم من نظرة رضا وعفو من الله ؟ ، فلن يحبه امرؤ بقدر ما يحبه الله فهو ما حباه تلك الحياة بأسرها وهو قادر على منحه تلك المرأة التي تصون عرضه ، تحفظ شرفه ، تستكين بها نفسه وتهدأ شهواته ، تحافظ على كيانه واستقرار أسرته ، تعلي من اسمه وترفع من شأنه ، فكان عليه أنْ ينتظر تلك المنحة من الله دون عُجالة وألا يتبع شهواته أو يركض وراء السيدات ويشتهي ما لذ وطاب منهن وإنْ لم يظهروه ، فعليه أنْ يعف نفسه وينتظر الرزق الحلال الذي يكون هبة من ربه ويأتيه في الوقت المناسب دون الانجراف في طريق الحرام الذي لا ينجم عنه سوى مزيد من الشعور بالحرمان العاطفي والجشع في نيل المزيد من هذا الفسق والفجور ، ولكنه قد يُفضِّل الطريق الآخر الذي تكون نهايته العذاب الأبدي الغير منقطع فيكون كمَنْ غاصت أرجله في وحل الزندقة و الوضاعة والخِسة والدناءة وفَضَّل الاستمرار على هذا الحال البغيض المؤسف والعياذ بالله ، فلِمَ يستهين بذاته ، يتهاون بمصيره لهذا الحد المُفْجِع الذي يجعله لا يرى سوى لبضع خطوات أمامه ، يُحبِّذ أنْ يعيش لحظات حياته بكل ما بداخله من شغف واندفاع وطاقة غير واضع في الاعتبار أنها دار فناء ولا خلود فيها ولسوف يشقى بتلك التصرفات الصبيانية الحمقاء الطائشة التي لا تنم سوى عن شخص سفيه مراهق لا يعني أو يكترث سوى بإشباع رغباته فحسب دون النظر لأي أمور أخرى فهي خارج حيز تفكيره تماماً ؟ ، وإنْ لم يحاول تغيير طريقة تفكيره فيما يخص ذلك الأمر ستنتهي حياته على النحو الذي لا يُحب و يذوق الويلات من الشقاء والعذاب في الآخرة عقاباً على تلك المُحرَّمات التي سقط فيها بمحض إرادته دون عناء التفكير في التوقف عنها ولو للحظة ودون أي رادع يقمعه ويفصله عنها تماماً ، فلا توجد مَنْ هي بذاك الجمال الخلاب الآخاذ حتى يفتتن بها الرجل لهذا الحد الذي يُضيِّع به حياته ويخسر آخرته على حد سواء ، فلكل منهن جمالها المحدود المُقنَّن الذي لا يضاهي جمال الروح والخُلُق ولكنه الرجل الذي تجذبه المظاهر وتخدعه القشور دون النظر للجوهر الذي يكمن خلف هذا القناع المُغلِّف الكاذب في الكثير من الأحيان ، فلتكفوا يا معشر الرجال عن تلك الأفعال المؤذية حفاظاً على حياتكم من الضياع والانحراف وخوفاً من عقاب الله الذي لن يفر منه أيكم ...




Share To: