قراءة في كتابات الشاعر عمر مرحام الجموحي بقلم الأديب الروائي والناقد والشاعر حسن ميري


قراءة في كتابات الشاعر عمر مرحام الجموحي بقلم الأديب الروائي والناقد والشاعر حسن ميري



 الطقيطقات في القاموس الموسيقي الشعبي المغربي هي عبارة عن أنغام وأهازيج يعزفها رجال أو نساء. وهي على شكل وصلات غنائية شعبية قصيرة ذات محتوى كوميدي هادف وإيقاع راقص ومرح.

 هذا المرح والإيقاع الراقص هو مايضفيه الأديب الروائي والشاعر حسن ميري على قراءاته لنصوص كل من كتب عنهم. 

 كضابط سابق بالقوات المسلحة الملكية فإنه يوظف خبرته في الكشف عن الكمائن والتمويهات التي تعج بها النصوص، فيحلل خريطة النص ويسبر كل الأغوار متسلحا برصيده اللغوي والمعرفي الهائل.

كنت محظوظا وكان أحد نصوصي أكثر حظا مني عندما وقع بين أيدي هذا الأديب النبيه الذي يستعمل حواسه بما فيها الحاسة السادسة عندما تقع عيناه على نص يروقه.


لا أجد الكلمات ولا التعابير التي تضاهي علو كعبه كي أعبر عن عظيم شكري وفائق امتناني، لما خطته يمناه وماجادت به قريحته في التعريف بي تعريفا دقيقا وافيا، وقراته العميقة والهادفة لنصي المتواضع.


  ترنم وغنى هاته "الطقيطيقات" الرائعة التي كانت هي الواحدة بعد المائة.


فألف ألف شكر على كل ماقلته في حقي وحق نصي المتواضع. دمت صديقا صدوقا تجمعنا محبة الحرف الهادف والكلمة الراقية صديقي الأديب المبدع سيدي حسن ميري


            ________________________________

            ----------------------------------------------------

   

((. الطقيطقات رقم 101 


عندما نستشعر جمال النص تدفعنا الحاجة الملحة لسبر أغواره و تتبع أسطره لما يمتح به من جمال الحبك و بديع النظم... تختلف النصوص بين مد و جز.. بينها أخرى تفرض نفسها على المهتم أن يقف متدبرا في توازنها و عمق موضوعها و ما تحمله من صور فنية..يتلقاها بتقشير و تحليل أجزائها... لتحديد الهدف المطلوب و إخضاعها لدراسة تفصيلية دقيقة و ايجاد الرابط و العلاقة و اكتشاف نقط الضعف و القوة.. قراءة فاحصة.. و معرفة صيغة الكلام الأصلية التي وردت من الشاعر... الفرح ابتهاج و انشراح الصدر و نقيضه الحزن... اقترانه بالأمل... تعلق بالرغبة فيه في المستقبل.. فرح غير مكتمل في لحظته و وقت حدوثه لاعتبارات يستبعد حصولها لضعف التفاؤل و قلة الرجاء... لذلك جعله على العتبة.. و العتبة استرضاء.. استعتبته فأعتبني استرضيته فأرضاني... و التمسح بالعتبة تقرب و تذلل.. و تملق لعودة المياه إلى مجاريها... و الأمور إلى نصابها... كانت علاقة حب أو عشرة عمر... في نقطة البداية.. عندما قلت لي: فلنعد لنقطة الصفر

هناك أمل جديد... هناك نزرع البداية... في مزهرية... نزين بها شرفة العمر... ونشرعها على أحلامنا... وطئ العتبة الخطوة الأولى في الصلح بعد عتاب و لوم... و اتفاق لانهاء الخصومة و التوصل الى اتفاق و الرجوع الى قطار الحياة و ركوب إحدى مقصوراته مادام يتوفر على الطاقة المحركة لاستمرار الحب و إعادة زراعته في مزهرية لزينة العمر الذي يتسابق إلى الانقضاء... و تهيئة القلوب و جعلها صالحة للزراعة مرة أخرى.... في نشوة الهيام من جنون العشق و ارواء لظمأ الذكريات و ترك الماضي في مجاري النسيان و السعي وراء عيش اللحظة بانسجام تام.. لأن أجمل اللحظات لم تسمح بها الظروف العصية من قبل... ربما تتحقق في بداية المستقبل تتردد مع أغاني العشاق... الأستاذ عمر مرحام الجموحي شاعر الذوق و الاحساس... يكتب بطريقة تفاعلية تثير المشاعر انبساطا و انقباضا.. مبتدع في الكلام و نصوصه على غير مثال سابق... بتفكير خلاق و أصيل... لغته جيدة و ممتازة... بلغ الغاية في تشخيص صوره الفنية و إعطاء قصائده جمال الوصف و عذوبة الحرف... لم يكن حبلا نكثه ثم غزله ثم أعاد فتله.. بل نسجه من أول خيط غزلا محكما و مميزا... لا يجهد راحلته في السير إنما أصبح الشعر لديه سليقة يجري مجرى الدم في العروق... يتنقل بين القصيد باتقان... سديد الرأي.. و حسن السبك... بلغت نصوصه خارج الوطن لقيمتها الفنية و الأدبية...

عمر مرحام الجموحي 

من مواليد 10.10.1963... بمدينة خريبكة.... حاصل على ماستر في المالية...

شهادة جامعية في الموارد البشرية بجامعة ليون 3... قضى طفولته وجزءا من شبابه بمدينة خريبكة بين حفظة القرأن والفنانين الشعبيين وبعد ناظمي الزجل كون الأب رحمه الله كان ينظم باستمرار سهرات وجلسات بين تصوف حينا وسمر فني أحيانا... عشقه للغة العربية رغم تكوينه العلمي ودراسته بفرنسا، كانت نتيجة هذا الاحتكاك المبكر بفضاء تختلط في الكلمة الموزونة بالنغم والأمداح وحفظه المبكر لبعض سور من القرأن الكريم... يعمل كمسؤول للموارد البشرية بشركة عالمية... تقلد عدة مناصب انتخابية وجمعوية...

نائب رئيس جمعية الصناعيين ببرشيد 2002. الى 2006

نائب رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات سطات بن سليمان من 2003 الى 2009

عضو مستشار بجماعة برشيد من 2003 الى 2009

نائب رئيس يوسفية برشيد لكرة القدم 2003. الى 2012

عضو فرع المعاريف لرابطة المبدعين العرب  

لا يدعي لنفسه الشعر و الأدب... يكتب دون قيد ما تجود به الخاطرة.. 


 

        

نقرأ من قصائده التي نالت استحسانا واسعا بين الوسط الأدبيّ... 


أفراح على عتبة الأمل.....


عندما قلت لي:

فلنعد لنقطة الصفر

هناك أمل جديد

هناك نزرع البداية

في مزهرية

نزين بها شرفة العمر

ونشرعها على أحلامنا


قلت لك:

لا أجيد السباحة ضد التيار

لا أتذكر الحبو

ونبرة بكائي الأولى

حتى لساني فقد براءته

لايصلح لتهجي كلمات الأطفال

كي أبدأ من جديد


وأتممت:

لاتلتفتي

فآثار أفراحنا

على رمال العمر

محتها رياح الغياب

اتركي الماضي

في مجاري النسيان

سلميه كل تجاعيد القلب

وشظايا الذكريات العالقة

على أجراف الحزن

وليرحل.


لنبدأ من هنا....

لازال فحم في قطار الحياة

فلنركب في أول مقصورة

ونترك الريح تنحث بأنسامها

ابتساماتنا

تردد على مسامعنا

أغاني العشاق.....

وترانيم الأمل


في نشوة الهيام

استعير من الغجر شطارتهم

لأقرأ جهرا كفك الناعم

وأبشرك.....

أغمضي عينيك

اتركينا نعيش لحظتنا

ونحن نعاكس أشرعة اليأس الممزقة

بأنسام الأمل

وتذكري......

أن أجمل اللحظات

هي التي لم نعشها بعد


الأديب الروائي والناقد والشاعر حسن ميري ))

Share To: