المشاعر المسكوبة ..."ومضات من حياتي " | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
أغمضت عيني و ذاب عقلي في التفكير في كل ما مررت به
فرأيت نفسي في مشهد وأنا صغيرة وقد إرتسمت على وجهي ضحكة تملؤها السعادة فقد كنت وقتها أجد الفرحة في أبسط الأشياء حولي .. حين يُحضر أبي الحلوى التي أفضلها، أو عندما يزورنا أحد أقاربنا، فقدكانت أقل الأشياء تسعدنا وترضينا.
ثم خطر مشهد آخر لي وأنا أُنثى على مشارف الزواج و لكن يأتي مع هذا المشهد كثيراً من مشاعر الخوف والتوتر والترقب لما سيحدث بعد .
و تتزاحم المشاهد و يأتي مشهد الأمومة و إحساسي بالرعب ليس بالخوف فقط من أن أكون مسؤوله عن إنسان بدنياً و نفسياً .
و تتوالى المشاهد أكثر فأكثر ولكن الظاهر بين كل هذه المشاهد أن ما كان يضحكني فيها مختلف و أن ماكنت اخاف منه في يوم من الأيام أصبح الآن يسير و معتاد وأخاف من شيء جديد حسب شكل المرحلة التي أعيشها.
فأغرق أكثر في تفكيري و أجد أنني أضعت الكثير من مشاعري في أشياء كانت يجب أن تمر و لكن أعطيتها أكبر من حجمها و أجهدت نفسي هباءً.
فكلاً كان سيمر.. فلِما كل هذه المشاعر المسكوبة من الخوف و الفزع والتوتر وغيرها!!
أفكر في يومنا هذا وأنا في مشهد مختلف،
هو مشهد الإنسانة المنهكة التي فقدت كل مشاعرها وهي في طريق حياتها لتصبح في منتصف العمر ليس لديها أي من المشاعر لكي تستخدمها كما كانت قديما ،
فلا يستطيع الصدر على الخوف أكثر ما خاف قديما ،
ولا يستيطع القلب على الإشتياق كما تعود ،
ولا العقل قادر على سكب بعض الكلمات على لساني من كثرة تزاحم الأفكار به .
فوجدت نفسي فجأة سيدة تشاهد حياتها من بعيد لأنها لا تستطيع أن تشارك أكثر لفقدان طاقتها و مشاعرها .
فأنا الآن إنسان أجوف ككهف مظلم ترتد فيه الأصوات كما هي دون أي روح.
و نظرت إلى عقلي الذي وجدته هو الوحيد الذي لم ينتهي من عمله في ضخ الأفكار في كل وقت من ساعات حياتي.
فعاهدت نفسي أن أعطله هو الآخر ،لعل بعد أن يتوقف عن توليد أفكاره المتوالية ربما تعمل مشاعري مرة أخري و أصبح بطلة قصتي كما كنت ولا أتواري بعيدا لأشاهد.
Post A Comment: