لن أتراجع | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو 


لن أتراجع | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو



وأنا  أنا ,  ما  زلتُ  لم  أتراجـــــــعِ

ما  كان  قلبي  في  هواكِ  ببائــــعِ


رغم  الصّـدود  يظلّ  فيكِ  معَلّقــاً

وكأنه  رضي  الصّـــدود  كقانــــــعِ


حلّفتُـــه   بالأنبيـــــــــاء   جميعهم

وأبى  ســـواكِ  ,  فيا  لقلبي  الرائعِ


عيناكِ ما عيناكِ ؟ تســــحره , وكم

في الأخضر الفتّان  هام كخاشـعِ ؟


وأراه  كالعصفور  في  غاباتهــــــــا

قد  طار خلفكِ  للفضـاء  السّــــابعِ


تعب  الهوى  منّي  , وحار  بعاشـقٍ

نصحوه , لكنْ  ليتـه  بالسّــــــــامعِ


لم  يدركوا  ولهي ,  ولا  ما  يعتري

روحي , وأنتِ  العمـرَ  بين أضالعي


فتدلّلي , هذا  الدّلال  يليق بالــ ...

.. ـملكات , كوني  كالرّبيــع  الطالعِ


ظلّي  كزهـــرٍ  يــــانعٍ  في  ناظري

فالنّحل  لا  يغريــه  غير  اليـــــانعِ


زيدي  إذنْ ,  إنّ  الصّدود  يزيدني

وبغير وصْلٍ  منكِ  لســـتُ  بطامعِ


من ألف عامٍ , قبل  ميـــلاد  الهوى

أسّـستُ  في عينيكِ  كلّ  شرائعي


هم  أدركوا الأسـرار  منْ  حبّي  أنا

وتعلّموا في العشق بعض صنائعي


عرفـوا  بأني  في  الغـرام  إمامُهم

فأتوا  إليَّ  كما  المريـــــد  الطـائعِ


فإذا  أردتِ  البُعْـــد  ,  لن  تتمكّني

وسَلي فؤاداً هام بيْ , ومشى معي


في  آخر  المشـــوار  أنتِ  حبيبتي

أنّى هربتِ , وقعتِ  بين  أصــابعي


لا  تُفلِتُ  الأنهــــار من  مجرى  لها

للبحــــر  ترجع , بعد  طول  تدافُعِ


عبد الكريم سيفو - سورية




Share To: