لُغَةٌ مُبتَكَرَةٌ | بقلم الأديبة الفلسطينية نهى عمر 


لُغَةٌ مُبتَكَرَةٌ | بقلم الأديبة الفلسطينية نهى عمر


أبحَثُ عَنّي 

أَجِدُني فيكَ لُغةً مُبتَكَرَة

أزهاراً مِن الدَهشَةِ

وأَجِدُكَ عُنفُواناً

مُتَغَلغِلاً بِشَقشَقَةِ الفَجر

تَنسجُ خُيوطَ شعاعات الشمسِ أحلاماً

مجنونةٌ أنا بِها

تمنَحُني شُموخَها اللازورديّ ..

منذُ نُعومَةِ طُموحاتي

يَنهَمِرُ مِن شَذا حَرفي ..

مُتَخَطِياً هَواجِسَ المَجاز ..

على سُبُلِ الاستِعاراتِ المُعَتَّقَةِ

لِيَعْبُرَ بوّاباتِ العَراقَةِ والخُلودْ

أحتاجُ رُؤيا الياسَمين

وشَفافِية الماء الزُلال ..

لِأَمتَطي خيرَ الأزمِنةِ إليكَ .. إلَيَّ .. إلَينا

أستَنشِقُكَ عِطراً خَفِيّاً

لامَثيلَ لَهُ

كلُّ شَهقَةٍ تُنعِشُ خَلاياي 

تَملأُني عَبَقاً يَضوعُ بِكُلّي ..

قَرَنفُلاً .. بَنَفسَجاً .. 

يحلمُ بالغيثِ والندى

صبراً تَعيشُ وانتِظاراً

واللَحنُ، طَيفُكَ سامِقاً يُداعِبُ نبضي

والخَدُّ يَتَضَرَّجُ خَجَلاً مُضَمَّخاً بِخَفقانِ التَصَبُّرِ ..

مُلَبَّداً بِوَساوِسِ الخوفِ والقَلق

والحُرقَةُ آهُ وطَنٍ وَحيدٍ أَسيرٍ 

يُجَلِّلُهُ الحُزن .. يختَنِقُ صوتُهُ بِعَبَراتِ الأسى

يَغُصُّ .. فَتَتَحَشرَجُ نَبَراتُ نبضِ تَضاريسه

يَتَجَلّدُ مُتَشَبِّثاً بالأمَل .. صابراً

مُتَطَلّعاً لأبعدَ مِن مَدى الأُفق 

آمِلاً أنْ ينبَثِقَ فجرٌ

يأتي بالشُروقْ .




Share To: