مرآة الروح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


مرآة الروح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


 

تتحدث عني وكأنك تعرفني منذ قديم الأزل ، تجيد وصفي والتعبير عن مكنون صدري وكأنك تتحدث بلسان حالي ، تنوب عني في التفوه بمشاعري الجياشة التي أعجز عن البوح بها وكأنك مرآة الروح التي تعكس كل ما أود فعله ، تتجلى من خلالها سماتي وكأنها صارت شبيهة بي ، نسخة طبق الأصل مني وهذا بالضبط ما كنت أنقب عنه طيلة حياتي ، شخص يشعر بي لتلك الدرجة ، أشعر بأن روحي تلتحم بروحه فلا تريد الانشقاق عنها ، الفراق أو حتى الابتعاد لفترة وجيزة فلقد صارت مرتبطة بها بعلاقة وطيدة ، فذلك الميثاق الذي اتخذه كلانا لم ينشأ من فراغ فهو مبني على أساس متين ، حب عميق ادخره كل منا للآخر منذ زمن بعيد ، وها قد حانت اللحظة المناسبة لإخراج كل تلك المشاعر دُفعة واحدة بلا خوف أو تراجع أو تردد ولو لثانية ، لقد عرفت معنى الحب منذ التقيتك ، معنى أنْ تجد مَنْ يؤنسك ، تسعد بقربه ، تأتلف بحضوره وكأنك كنت تائهاً شريداً في غيابه ووجدت بوجوده مبتغاك ، فلقد صرت أحب ذاتي بعدما كنت أمقتها ، لا أرغب في النظر إليها وكأنها لا تُشكِّل جزءاً مني ، من شخصيتي التي صرت أعشق كل تفاصيلها عندما وقعت في حبك وأدمنتها لتلك الدرجة القوية ، فما زلتُ في حالة من التعجب فكيف يمكن للمرء أنْ يكون عاكساً لحبيبه ؟ ، ولكني أدركت الجواب لتوِّي فذاك هو سحر الحب ومفعوله طويل الأمد الذي تذوب به قلوب العاشقين فلا تتمكن من التمييز بينها ، فهو لا يتوقف سوى بانتهاء حياة أي منهما وسوف يظل خالداً باقي الأثر إلى لقاء آخر في دار الآخرة ، فسبحان مَنْ وَلَّف القلوب وجعل اللقاء نصيباً لكل عاشقين متحابَّين ، يتقون الله في تصرفاتهما معاً دون الرغبة في هدم تلك العلاقة السوية التي حلَّلها لكل منهما ...



Share To: