عاشقة السفر | بقلم الأديبة المصرية مها صبري 


عاشقة السفر | بقلم الأديبة المصرية مها صبري



طريق السفر الطويل وتعمقك في السماء الغائمة التي تطل من شباك العربة..

شرودك لأبعد من عجلاتها وأبعد من أرصفة الطرقات والمطبات التي تنبهك بين حين وآخر..

لطالما أحببت السفر ودوما ما كنت أفضل أن أجلس بجانب الشباك لأجعل نسمات الهواء الباردة تدغدغ تفاصيل وجهي وتجعل شعري يتطاير..

ويالها من صدفة حينما يكون سائق العربة ذو طابع خاص وتكتمل بتشغيل المفضل لديّ من الأغاني ونغمات الموسيقى..

لكن يبقى سؤالي الدائم، هل أحب السفر لأنه يغسل همومي فأتركها على أرصفة الطرقات أم أنه يعيد لي ذكرياتي بتفاصيلها وقد يعود بي سنوات للوراء؟

كل ما أعلمه أني حينها أتأرجح ما بين الماضي والحاضر ولا أعلم أيهما أفضل؟

ولكن وجودي في الظلام ساندة برأسي على شباك العربه والليل يخيم عليّ، يجعلني حرة، لأنني لن أجد من سيلاحظ تفاصيل وجهي العابس أحيانا ولن أجد من يلاحظ غرغرة عينايا كثيرا ولن يكترث أحدا ممن يجلس بجانبي بما اشعر ولن يركز أحد في دموعي. والأكثر حرية هو أني لن أجد من يسألني عن سبب حزني وشرودي..

ولكل ما سبق أنا عاشقة للسفر وعاشقة للتنقل بين البلدان والتواجد مع أناس لا أعرف عنهم شيئا ولا يعرفوا عني شيئا سوى أني غريبة ولست من بلدهم ولن أسمع منهم سوى كلمات الترحيب التي لن تتخطى كونها كلمات عابرة وأن اللقاء سينتهي سريعا ولن تلتقي الوجوه مرة أخرى أبدا..





Share To: