أوجـــــــــــــــــاع | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو 


أوجـــــــــــــــــاع | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو



ليــــــــــلٌ , ويأخذني  إلى  حاراتـهِ

لأبوح  بالأوجــــاع  في  عتمـــــاتِهِ


ظِلّي  الذي  قد  خانــني  متلكّئـــــاً

لمّــــــــا  رآني  ضعتُ  في  رَدَهـاتِهِ


أبكي  عليَّ ,  فكلُّ  شــــــيءٍ  غادرٌ

ما  عاد  قلبي  عاشــــــقاً  نبضـــاتِهِ


أتــــأبّط  المعنى  فيهرب  من  فمي

أرفو  الجراحَ  على  ضفاف   شَتاتِهِ


يا أيّهــا المطعونُ في وطنٍ يصيـ ..

.. ــح , ويشتكي من قاتلٍ طعنــاتِهِ


لا  أفْقَ  كي  تســــــمو  لموتٍ  لائقٍ

فالأفْق  أغلق  في  المدى  درْفـــاتِهِ


وطني  الذي  سكن  النجومَ  مُكَرّماً

ألقاه  يســــكن  في  دجى  خيمـاتِهِ


متســــــمّراً  فوق   الصليب  بـــذِلّةٍ

لا  تشغَل  الجزّارَ  صرخةُ   شـــــاتِهِ


قلْ لي مَنِ المقتولُ؟ أنتَ ؟ أمَ اْنني

بهواكَ صرتُ كمَنْ ســـــعى لمماتِهِ ؟


ســتّونَ  قنبلةً  تعشــّش  في  دمي

عجبــــــاً  لمثلي  حالمٍ   بنجــــــاتِهِ


أنّى  نظرتُ   إلى  الوجوه  أرى  بها

موتـــــاً ,  ويرسم  فوقها  قسَــماتِهِ


حرفي عجــــوزٌ ,  لا  ثباتَ  لخطْوِهِ

أضنـــــــاه  ما  يلقاه  في  خطواتِـهِ


قد كنتُ أحسب أنّ شمسي أشرقتْ

والشَّـعرَ يرسم  في  الهوى  بصماتِهِ


لكنّني  لمّـــــــا  صحوتُ  وجـدتُني

قلبــــــــاً  تحطَّم  في  غرام  بنــاتِهِ


لا  شــــــــيءَ  إلّا  ذكرياتٌ  أهرقت

شِـــــعراً  ,  يغار الحرف  من  أبياتِهِ


ورأيتُني  ذاكَ  الشّـقيَّ , وما  سـوى

وطني  يســـــــــدّد  نحوه  طلقاتِـهِ


أدركتُ   أنّ   الشِّـعرَ  صار   بضاعةً

كسَــــــدتْ  بفضل  فصـاحةٍ  لِزُناتِهِ


أبكي ؟ علامَ الدمــعُ ؟ ثمّة من يرى

موتـاً  شــــــهيّاً   يرتقي  بحيـــــاتِهِ


تأبى  حروفي  أن  تعيشَ  ذليـــــلةً

لا  خيرَ في  شِــــــعرٍ جثــا  لطغاتِهِ


سأظلّ  صقراً  في  سماء  قصيدتي

والصّقر  لا  يرضى  ســـوى  ذرْواتِهِ






Share To: