حرمة الدماء في الإسلام | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


حرمة الدماء في الإسلام | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



من الأسس العظيمة التى قام عليها التشريع الإسلامي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العرض وحفظ المال وحفظ النسل ومن حفظ النفس حفظ الدماء من أن تهدر وتسفك بغير حق فى هذه الأيام التى نرى فيها سفك الدماء بالليل والنهار من أجل تعصب حزبي ومن أجل تصارع على المناصب والسلطات ،، يقتل بسبب ذلك خلق كثير من أجل ذلك كان لابد من إرشاد الجميع إلى خطورة هذا الأمر وذلك من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .


فحرمة الدماء وصية رب العالمين:


قال الله تعالى: 


﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ 


سورة النساء


وقال سبحانه:


 ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ 


سورة المائدة


وقال سبحانه: 


﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ 


سورة الأنعام


وقال سبحانه:


 ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾


سورة التكوير


وحذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة تحذيرًا شديدًا من سفك الدماء .


عن أبي هريرة قال :


قال النبي صلى الله عليه وسلم: 


لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض .


عن أبي هريرة أيضًا :


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 


والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل .


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 


أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاء .


ويشير هذا الحديث إلى تَغْلِيظُ أَمْر الدِّمَاء وَأَنَّهَا أَوَّل مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وَهَذَا لِعِظَمِ أَمْرهَا وَكَثِير خَطَرهَا.


وقال عليه الصلاة والسلام: 


لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا .


كما برأ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه من القاتل الغادر الذي يأمن الرجل فيقوم بقتله.


عن ابن ماجه وابن حبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 


أيّما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله ، فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرًا .


كما أبغض النبي صلى الله عليه وسلم سافك الدماء في حديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 


أبغض الناس إلى الله ثلاث : مُلْحِدٌ في الحَرَم ومُبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه .


وقال صلى الله عليه وسلم: 


من استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفه منْ دم أهراقه فليفعل .



Share To: