أحلام الفقراء يقتلها الأثرياء | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت 


أحلام الفقراء يقتلها الأثرياء | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت



أحداث هذه القصة حدثت بالفعل 


تبدأ القصة منذ 45 عام حيث كان شاب فقير تحت خط الفقر في إحدي قري الريف المصري وله 4 إخوة ووالده لايملك من حطام الدنيا إلا صحته وكسب قوته من عرق جبينه. 


تعلم الشاب وتفوق وحصل على مجموع عالي في الثانوية العامة قسم علمي أهله للإلتحاق بكلية( الطب البشري) جامعة القاهرة وأصبح حلم والده ووالدته أن يصبح طبيب ليكون طوق النجاة لهم وينقلهم من تحت خط الفقر إلى مستوى يحفظ لهم كرامتهم هما وإخوته ولأنه كان يعلم أن هذا الحلم لن يتحقق إلا بالجد والإجتهاد لكي يصبح معيد بالكلية ليتحصل على راتب أكبر من طبيب عادي في وحدة صحية نائية. 


عمل لهذا الهدف من أول يوم في الدراسة وكان يتفوق كل عام ليحصل على ( إمتياز) مع مرتبة الشرف الأولى طوال سنوات الدراسة التي أنهكت والده ماديا فباع كل شئ وإستلف من ( طوب الأرض) كما يقولون على أمل أن يتحقق حلم العمر والأمل المنشود. 


حتى وصل به الحال أنه باع خشب سقف بعض غرف منزله حتى يكمل هذا الشاب دراسته بكلية الطب وتخرج بتقدير عام إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى وإنتظر تعيينه معيد بالكلية لأنه الوحيد الذي حصل على هذا التقدير فالتالي له إمتياز فقط والباقي جيد جدا هذا ترتيب العشرة الأوائل؟! 



وإنتظر كشف المعيدين ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان لم يجد إسمه في كشف المعيدين وجن جنونه بعد أن تم تعيين إبن العميد وإبن أخو العميد وصعد للعميد يستفسر وعيناه تفيض من الدمع فقال له العميد إنت هتفهمني شغلي( إطلع برا) وإلا أوديك وحده صحيه آخر الدنيا. 



وخرج وهو منهار ومنكسر ولا يقول إلا (حسبي الله ونعم الوكيل) وأبلغ والده بما حدث فما كان من والده إلا أن نام محسورا على ضياع الحلم والإحساس بالظلم فمات ليلتها وحزنت والدته على فلذة كبدها الذي ضاع حلمه وزوجها الذي مات كمدا فماتت بعده بأسبوع فما كان من الشاب إلا أن ظن أن العميد هو قاتل والديه؟؟ 



فخرج الشاب يهيم بين القرى المجاورة بعد أن ضاقت به الدنيا بما رحبت لايعرف إلى أين ذاهب وهو يردد( حسبي الله ونعم الوكيل) في هذا العميد وهو خصيمي أمام الله يوم القيامة وعند الله تجتمع الخصوم حتى حط به الرحال على قهوة وجد زميله بالكلية جالس فقص عليه ما حدث فقال له أنا ذاهب غدا لمقابلة لجنة تطلب أطباء للعمل بالخليج تعالى معي ولم يكن معه أجرة المواصلات فأصر صديقه أن يذهب معه ويتكفل هو بمصروفات السفر. 


وبالفعل قابل اللجنة شاهدوا تقديراته وإجتاز كل الإختبارات ونجح بتفوق طبعاً وطلب منه صاحب العمل أن يجهز جواز السفر للسفر فأقسم له أنه لايملك مصاريف العودة لقريته فما كان من الرجل إلا أن أخذه خارج القاعة وأعطاه مبلغ يكفي مصاريف السفر ومصاريف إخوته لفترة طويلة وأقسم عليه ألا يرفض المبلغ وحدث وسافر للخليج وذاع صيته هناك وتفوق في العمل وإنتقل من مستشفى إلى مستشفى حتى أصبح من الأثرياء؟! 



وعاد وأبلغ قصته لبريد الأهرام في ذلك الوقت للأستاذ الصحفى رحمة الله عليه (عبدالوهاب مطاوع) ونشرها في بريد القراء وهو يتهم عميد كلية طب القاهرة بالسبب في قتل والديه ومازال يقول ( حسبي الله ونعم الوكيل فيه)


فقرأ القصة العميد وأرسل الرد لبريد الأهرام ليقول أنا العميد المقصود الذي ذكره الطبيب كان عندي الكثير من المستشفيات الخاصة وكبرت في العمر وأردت أن أجعل إبني وإبن أخي يديرونها فظلمت هذا الشاب من أجلهما وقد حدث وتسلموا المستشفيات وكتبت لهم توكيل رسمي بالإدارة. 


 وأخذوا كل ما أملك في يوم واحد وقد مرضت بمرض خطير من هول الصدمة ورفضوا حتى أن يدخلوني للعلاج بأملاكي وها أنا اتعالج الآن داخل مستشفى قصر العيني بالمجان وأرجو من الطبيب صاحب القصة أن يسامحني فوصل الرد إلى الطبيب فرفض أن يسامحه وقال هو خصيمي أمام الله يوم القيامة وعند الله تجتمع الخصوم فهو قاتل أبي وأمي!! 


ومازال يقول حسبي الله ونعم الوكيل 


فما رأيكم أصدقائي وقرائي الأعزاء ماذا تفعل لو كنت مكان الشاب الطبيب؟!




Share To: