لا إكراه | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد 


لا إكراه! | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد



استغرقت مع نفسي وقتًا طويلًا في التفكير بقول الله تعالى: (لا إكراه في الدين) وتساءلت! طالما أن الأمر بهذه السعة لماذا إذًا يُحكم على المرتد الخارج عن دين الإسلام بالقتل!

الحقيقة التي خرجت بها؛ أنه لا تناقض بين الأمرين، بل على العكس! هنالك حرية مطلقة لكلِ إنسان في إختيار الإسلام دينًا له، لكن ما إن وقع إختيارك على هذا الدين فأنت مُجبرٌ على الإلتزام بتعاليمه ولست مُخيّرًا.


أما الحكم بالقتل على المرتدين الذي يراه بعض الجُهّال أن فيه فظاظة وغلظة، أرى أن قسوته تتؤام مع شناعة الفعل نفسه، لأن ترك هذا الباب مفتوحًا أو حتى مُواربًا دون تقييدٍ محكم، هو ثغرة قد تُستَّغل للتلاعب بدين الله وشريعته، فدخول الإسلام والخروج منه ليس بالأمر السهل، فإذا كان الخروج عن اللوائح والقوانين في بعض الدول يستوجب الإعدام، فكيف بما هو أقدس وأسمى، وكل ذلك لا يتعارض أبدًا مع قوله تعالى في سورة البقرة: ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ..)).


فأنت أيها القارئ إذا أردت اليوم زيارةِ بلدٍ معين، هذه إرادتك أنت حُر في أن تزور ما تشاء من بلدان العالم، لكن بمجرد دخولك لأراضي تلك الدولة، يتوجب عليك الالتزام والتَقيُّد بنظم وقوانين الحياة فيها، وأي مخالفة مهما صغُرت أو كبُرت لها جزاء، والقانون يسري على الجميع، حتى إن أحدهم قال متزمتًا من كثرة القوانين في بلاد الغرب: "نحن نوفِّر لهم الخمور في بلادنا، وهم يحاسبوننا على رمي علكة في الشارع". مثل هذه القوانين الحاسمة تحمي سيادة الدول وحقوق الشعوب، وكذلك الأمر في شأن الإسلام فإن الحسم في قضية دخول الإسلام والخروج منه يحمي قُدُسية الدين ومكانة الإسلام.




Share To: