قنديل أم هاشم | بقلم الكاتب الصحافي المصري علاء عبد الستار
عالجت رواية قنديل أم هاشم ذلك الصراع ما بين العلم وأدواته و الموروث الجاهل الذى يتم توارثه فى المجتمع من جيل إلى جيل دون محاولة التوقف أمام صحة هذا الموروث عبر قصة طبيب العيون الذى يريد علاج أمراض عيون أناس إعتادو على الجهل و الخرافة، وعبر الصراع فى الرواية حاول فيه الطبيب إستخدام الحجج العقلية بإستخدام العقاقير الطبية بديلا عن زيت القنديل، لكن تذهب محاولاته هباء امام مجتمع فضل الموروث الخاطئ عن الطب الحديث عبر ربط الخرافة بالمقدس، ثم تصل الرواية الى قمة الأحداث عبر كسر الطبيب ذلك القنديل كمحاولة منه للصدام المباشر و كانت النتجة ما لقاه من إتهامات بالكفر و التعرض للضرب، و تلك هى النتيجة الحتمية لمحاولة الصدام مع معتقد راسخ فى مجتمع مثقل بالجهل، فعمد الى محاولة المقاربة عبر الإلتفاف بالخديعة كون الدواء من زيت القنديل كى يتم تعاطية، لخص يحيى حقى الصراع الذى فى المجتمعات الجاهلة عندما يتم ربط الجهل بالدين فى عدم القدرة على فك هذا الإرتباط بالصراع المباشر معه حيث أصبح هذا الموروث الإجتماعى جزء من طقوس اخذت الغلاف الدينى و بالتالى القداسة، و أعتقد ان جزء كبير من هذا الموروث كان بسبب عدم تعليم المرأة المصرية عبر قرون طويلة جعلها فريسة الجهل بداية من قصة امنا الغولة الى طريق ليس له نهاية من الغاء العقل والأم دائما هى الاكثر إحتكاك بالأبناء و الأكثر تأثير فيظل الموروث الاجتماعى متغلغل فى الانسان و قليل من يستطيع الخلاص وان كان الطبيب قد أستطاع التغلب على تلك المشكلة لكن الحقيقة تغيير فكر الناس أشد صعوبة،
لأنه لا يمكن الإقناع بالخديعة طيلة الوقت، و تظل مشكلة الإنسان هى إعمال العقل للوصول للحقيقة.
#علاء_عبد_الستار
Post A Comment: