الأديب والروائي المصري / محمد عسكر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "طلسم الكف" 


الأديب والروائي المصري / محمد عسكر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "طلسم الكف"


فى الغرفة التى كان نورها يبدو ضئيلا بعض الشئ . على مرمى بصرى هناك كانت زجاجه المياه تتأرجح دون أن يلمسها يد بشر . اخذت انتباه عقلى قبل عينى . يبدو الأمر على غير العادة . كأن شئ لم يورى يقوم بتحريكها من مكانها بل بددا تتأرجح الزجاجه كأنها بشرى يتلوى فى الخطوات وهو يتجه نحوى . حتى ظهرت هيا الأخرى بجوار الزجاجه  . لم تبدو كغيرها من القطط . عرفت ذالك حين نظرت لى بعين كأنها جمر من النار . واذن مرفوعه لأعلى . بثت فى قلبى رعب وخوف يشبه لدخول كهرباء الضغط العالى فى جسدك . أسرعت بالتفوه بالبسملة وتلاوة الترتيل ولكن قد توقف لسانى لم استطيع التكملة . وكأن جسدى قد قيد بأغلال من حديد . كنت اعلم أنهم أقوياء ولكن لم اعلم أنهم بهذه القوة . وطيوف خفيه تمر بسرعه البرق بجوارى تخبر عقلى وتقول انت الاقوى . استعمل طلسم الكف الذى وهبناه اياك . انت تنتمى إلى عالمنا وليس عالمهم . يبدو أيضا أنهم دعمونى ببعض القوة التى جعلت لسانى ينحل قليلا فتلوت تسابيح وتعاويذ . اقترب القط أكثر فوجهت له الطلسم بيدى فضحك ضحكة غليظة ملعونه تكاد تتقئ من بشاعتها ويخبرنى فى عقلى أنه سيتعدى على زوى القربى لانه لم يعد قادر على مواجهتى . سقت مترنح على الأرض أراه استسعر وتوحش . ويتجه نحو غرفة اولادى . راح بكل قوة يسحب الغطاء من على أجسادهم وينظر لى ويعيد تلك الابتسامة الملعونه وراح ينهش بأظافره لحوم ظهرهم بقسوة . لونه الاسود الذى كان يشبه الفحم يملاء عينى أصبحت لا أرى غيره ولكن لم استطيع القيام من على الأرض لقد أعدت محاولة إلقاء ما اخبرتنى به تلك الطيوف الهائمة بجوارى . اشعر انى استطيع قولها الان أطلقت التسابيح والتعاويذ فراح القط يصرخ واختفت من على وجه الابتسامة . وراح شعر جسده يتساقط كأن قوة رياح شديدة أهلكته . والطيوف الربانية تصرخ أيضا انت الاقوى . انت المختار . لذالك يريدونك . ويريدون سفك دمائك المقدسة . لذالك علوت بصوتى أكثر . فراح لحوم القط أيضا تتساقط كأنها اصابه مرض الجزام . حتى بات عظم فقط وراح يجرى بسرعه مع مهولة بينما انا أطلق قائلا . بسم الله الرحمن الرحيم . قيل نصفها فى منامى والنصف الآخر فى الإستيقاظ من الكابوس . ما ذال جسدى مقيد بعض الشئ . وما ذال لسانى يقولها كأن بى جلطة فى الفم . حتى عادت الأمور كأنها لم تكن واستعدل كل شئ وعاد لطبيعته . ولكن الغريب حين شعرت بوغز فى كف يدى فنظرت فيه حتى وجدته به ذاك الطلسم الذى اهدتنى إياه الطيوف فشخص بصرى . وعلت أنفاسى فى صدرى فقمت مسرعا إلى غرفة اولادى توجهت نحو باب غرفتهم فى بطئ شديد وارتجاف وشحوب وجه أمسكت قابض الباب وفتحت اقتربت من إحداهما ورفعت عنه الغطاء فوجد نبش أظافر القط على ظهره منقوش بجروح غائره . فتذكرت الطلسم ومسحت به على ظهره فعاد سليما كما كان ولكن أنا الذى يبدو انى لم اعد كما كان ..




Share To: