فنجان قهوة !!! | بقلم الكاتبة اللبنانية نسرين حرب
عجيب ! أي سر في فنجان القهوة يا ترى ؟! يغري الأصدقاء بدعوة للالتقاء والذوبان في الأحاديث ذات البدايات الجميلة ، (والفضفضة ) التي تنفض عن النفوس شيئا من زيف الزمن .
والقهوة السادة التي يديرونها على المعزين في الأتراح ، تكون مرة وثقيلة ، لا أعلم إن كان يعتري أهل الفقيد هذا القدر من المرارة والسواد الذي يدور في زوبعة تدور في رأسي تؤرق رغبتي في رفض هذا النوع من الضيافة الملزِمة والمحيّرة .
ولكنّ أجود أنواع القهوة هي تلك التي أرتشفها بشوق وشغف متجدد حين أتناولها مع نفسي وأفكاري وبداياتي التي لا تنتهي . والأعجب من كل ما ذكرت أن آنفة الذكر واعني بها(قهوة أهلا وسهلا) ، تجمع الأشرار على موائد المكر والخديعة، وتجمع الأخيار على موائد المحبة والذكر ، وهي أنيسة الطالب والخاطب ولصيقة السيجارة ، وعشيقة الحليب ، وهدية القلوب الى القلوب .
القهوة تشبه أوراد الصباح .ولكن هل يمكن لورد أن يمنعك من فرض ؟! بالطبع بلى! كما يحصل حين يجذبك قلمك للحديث عن القهوة ويشدك الى أسفل بينما يشدك المؤذن للأعلى ، للصلاة ، وتماما كما تحرم نفسك من فرصة صوم يوم لله وتقول بضعف ،(هي القصة بس فنجان القهوة الصبح ) ، مع أن لذة الصوم تتعدى لذة قهوة الصباح بسنوات ضوئية .
إذن ، الحكاية ليست حكاية فنجان قهوة ، إنما هي حكاية الإنسان مع كل انواع البن والخلطات المبتكرة
نسرين حرب
Post A Comment: