الأديب المصري / ربيع عبدالحكم يكتب مسرحية تحت عنوان "مواجع يوميه"


الأديب المصري / ربيع عبدالحكم يكتب مسرحية تحت عنوان "مواجع يوميه"

 

على خشبة المسرح وخلف الستار يقف الجمهو كلاً منهم منتظر الوقت الذي يؤدي دوره المنوط به بأذن دخول وخروج مُوقع من مخرج المسرحيه على عكس امام الستار يقبع الجمهور متوقعاً في مخيلته مسرحيه كوميديه تستطيع رسم ابتسامات ضاحكه على شفاه كل منهم معتقدين ان المسرح سيرك للبهلوانات والتي تفتعل اداء مضحك بالكلمات والحركات لأرضاء الجمهور فأصبحت علاقه تبادليه دفع المال من اجل الحصول على ضحكات زائفه دون ادراك ووعي من الجمهور لمهمة المسرح ورسالته من الناحية الثقافيه واثارة مايطراء على المجتمع من قضايا مما ترتب على اثره اعمال غزيره وهبوط الى مادون الصفر في فاعليته لذالك سيفاجئ الجمهور بما سيعرض على المسرح .

بطل المسرحيه عمر في السنه الأخيره من الجامعه .

دخل عمر احد محاضراته ليستمع الى احد اساتذته واثناء عرض الأستاذ الشرحي وجد عمر اختلاف كبير بين مايقوله وما يدور على ارض الواقع وبما اننا في عصر يتميز بحرية التعبير رفع عمر يده من اجل لفت انتباه استاذه وبالفعل تم جذب النظر اليه وسمح له الأستاذ بطرح وجهة نظره والتي اتت مخالفه كليه لماطرحه استاذه وهنا تحول الأستاذ من استاذ جامعي الى انسان همجي الفكر يريد فرض رأيه على الأخرين بدافع صفته الوظيفيه مما جعله يحول الاختلاف الى خلاف دون مراعاة انه استاذ من المفترض انه يعلم الطلبه الرأي والرأي الآخر وتقبله لا ان يقدم نموذجاً تطاولاً بدائياً بدلاً من ان يعرض وجهة نظره ويشير اليهاويدافع عنها لأيمانه بها بطريقه لائقه تعبر عن قامات المجتمع ونُخبه الفكريه بل احب ان يتبنى الطلاب ذالك في دفاعهم عما يؤمن به وكل ذالك بسبب الدخول من باب وضعيةالمُعلم والمتعلم وانتهى الامر في الجامعه ولكنه بداء في البيت من حيث انتهى بحيث قص عليهم عمر مادار بينه وبينه استاذه وهنا استشاظ الاب غيظاً من عمر قائلاً كيف تغالط استاذك وسؤال الأب هذا مصنوع من النظر الى صفة الطالب والأستاذ دون النظر الى القول وصحته مما ترتب عليه توبيخ من الأب واهانة عمر مما سبب للجمهو صدمه معنويه لرؤيتهم المخالف لما ينتظرون فبدلاً من الضحك اصبح العرض درامياً.



المشهد الثاني.

غادر عمر المنزل متجهاً الى الشارع شارد الذهن مما جعله يبتعد عن منطقته واثناء ذالك وجد مشاجره بين مجموعه من الشباب ولاحظ ان الأغلبيه على شاب واحد مما اضطره لخوط هذه المشاجره لخلاص الشاب من يديهم الأ ان الشرطه اتت بالوقت المناسب مما اضطر الأخرين للفرار وبقاء عمر مع الشاب الجريح بجروح خطيره وبذهاب الشاب للمستشفى بين الحياه والموت قررت الشرطه القبض على عمر لحين اخذ اقوال الشاب بعد استفاقته وهنا عمر بموقف لايحسد عليه وبمجرد سماع اهله الخبر اسرعوا الى قسم الشرطه للقاء عمر ومحاولة اخراجه ولكن الشرطه ابت وتمسكت بما تراه واصبح عمر حجيز زنزانة شهامته ورجولته مما سرب الى نفسه بأن مصيره اصبح مُعلقاً بحياة الشاب وموته وقضى عدة ايام  وتمت تبرئته من الفتى بعد ان استعاد وعيه ولكن مايشغل بال عمر هو ما ينتظره من معركه بمحيط اسرته تنتهي بأهانته كل مره وبالفعل وصل المنزل ولكن دون ترحيب من والديه بل تلاحقه نظرات توبيخ واهانه بالأضافة الى ماسمعه من كلام يسم البدن نظراً لما لحقه بنفسه وما كاد ان يلحق اسرته وانتهى المشهد والجمهور كأنه اصاب بنوبة قلبيه دون استعادة النبض بفعل ما يعرض من نبض الحياه.



المشهد الثالث

 بعد انتهاء عمر من دراسته قرر الذهاب الى احدى الفنادق للعمل بها فرد امن عن طريق احد اقاربهم وبالفعل نجح في المقابله وتم تعيينه في الفندق ولكن اثناء عمل عمر لاحظ اشياء غريبه من زملاؤه في العمل بِعدهم ايام دون ممارسة عملهم على اكمل وجه بل ان منهم من كان يمرر اشياء مخالفه للحصول على مقابل ومنهم من يعمل عصفوره ومنهم من ينتظر الفائده من افرد عمل الفندق من مطبخ وخلافه وحينما تحدث الى احد افراد ورديته عما يحدث ويدور اجابه ياعزيزي خليك ايزي وهنا عَلم عمر انه لن يُعمر بهذا العمل وبالفعل تم استدعاؤه بطلب من رئيسه المباشر الى مكتبه ودار الحوار مفاده ان عمر حازم بشغله وانه يراعي ضميره الحي وان هذا النوع ليس له مجال ببنهم فأما ان يتساهل واما ان يترك عمله وهنا قرر عمر ترك العمل واشتشعر بأنه دائماً موجود بالمكان الخطئ كل ذالك والجمهور ما هو الأ اعين مستغربه دون تفاعل بتصفيق او ذم.


المشهد الرابع.

رجع عمر الى مدينته وتم تعيننه بأحد المصالح وتسلم عمله وبعد تعارفه على الأخوه الزملاء بالمكتب ومقابلته بالترحيب وجد ان منهم من اتخذ من عمله لقضاء ساعات لأحتساء الشاي والطعام والمكالمات التليفونيه اما الزميلات فالمكتب بالنسبة اليهم مطبخ الشيف الشربيني ومصالح العامه وخدماتهم مع قيد التعطيل والتوقيف وحينما تكلم معهم بذالك اجابوه على قد فلوسهم وهنا اندهش عمر من مجتمع ظاهره بريق وباطنه حريق الى ان دخل الي المكتب احد العامه طالباً قضاء حاجته متوجهاً الى احد زملاؤه فأشار اليه ليس عندي وانما عند الأستاذ فلان وهكذا الرجل ظل مابين هذا وذاك طيلة اليوم الى ان قام عمر واخذه الى السيد المدير العام وبمجرد رؤية الطلب المقدم من الرجل قال المدير ليس عندي وانما عند المدير فلان وهنا عَلم عمر انها اجيال تورث اجيال مما اضعفنا وانهكنا وفي هذه المره استشاظ بعض الجمهور غيظاً والقوه بوابل من الكلمات القبيحه وأداؤه المسرحي الردئ.

المشهد الخامس .

عملاً بالشريعه احب عمر ان يتزوج فَهم بذات الدين وتمت الخِطبه على خير  بفرحه من كلا العائلتين ولكن احب عمر ان يظهر على حقيقته امام اهل خطيبته فقرر التعامل ببساطه على امل ان يتعاملوا معه بنفس الأسلوب فتتضح المميزات والعيوب ولكنهم زادوا في تجملهم اكثر واكثر مما دعاه ان يطلبها منهم صراحتاً بقوله انا صرت واحداً منكم فدعونا من الكُلفه متخذين البساطه بديلاً لها ولكن كلامه فُهم خطئ من قِبل ام العروس والتي دقت طبول الحرب مع التصفيق والتهليل بوضعهم الأجتماعي والمادي مما دعى عمر لترك خطيبته وهنا رمته احدى الموجودات بحذائها  .

مسرح الدنيا لايوجد ما هو اكبر منه واكثر من رواياته .

والشاهد هنا سبب صدمة الجمهور ان كل شخص منهم ادرك انه مشهد من مشاهد المسرحيه ومضمونها



Share To: