مسرحية
الإهداء
إلى أطفال بلادي
إلى المتعطشين إلى تراثهم
عطش الأرض للمطر
المتشوقين لمشاهدته
مجسداً على المسرح شوق العصافير
لنور الفجر
الشخصيــــــــــــات :
1- المدُرسة كرامه
2- الطالبة (حياة) .
3- الطالبة (إيمان) .
4- الطالبة (هدى) .
5- الطالبة (منى) .
6- الطالبة (حليمه) .
7- الطالبة (ساميه) .
8- الطالبة " أمل " .
9- سائق الباص العم عبده .
10- الجرجوف
11- الحاج إسلام
12- الأم عروبة
اللوحــــــــــة الأولـــــــى
الزمن : صباحاً المكان : فصل دراسي الديكور : سبورة وكراسي
الأشخاص : الأستاذة كرامه ، العم عبده ، الطالبات السبع
الستار مغلق ، نسمع صوت المدرسة كرامه في طابور الصباح
المدرسة كرامه: – مدرسة صفا – مدرسة انتباه
الآن تحية العلم
تحيا الجمهورية اليمنية
-صوت الطالبات تردد التحية .
- تحيا الجمهورية اليمنية
(الطالبات تردد التحية )
تحيا الجمهورية اليمنية ( تكرر ثلاث مرات )
الطالبات يرددن التحية
(وصوت السلام الجمهوري)
المدرسة – مدرسة صفا – مدرسة انتباه ( الطالبات يرددن بعدها )
الطالبات اللي خلف الطابور .. ارجعين
إلى أماكنكن... الجميع مع سماع الموسيقي
يتجهن إلى فصولهن .
(يطلع صوت موسيقى نشيد الحلم العربي)
حتى يفتح الستار على قاعة فصل مدرسي تظهر فيه السبورة ومجموعة كراسي .
تدخل الطالبات وهن يمشين في صف مرش عسكري لابسات الزي المدرسي وعلى ظهورهن الحقائب المدرسية وكل واحدة بيدها كيس فيه مستلزمات الرحلة .
يجلسن على مقاعدهن ويحدثن ضجيج
تدخل المدرسة إلى الفصل
الطالبة 1: قيام
(تقوم الطالبات للمدرسة)
المدرسة : جلوس جلوس .
ها احضرتن معاكن مستلزمات الرحلة .. حسب الاتفاق
طالبة 2: أحضرنا يا أستاذة .
المدرسة : واحضرتن معاكن موافقة أوليا أموركن
طالبة 4: أكيد .. احضرنا وكلنا فرح لنعيش لحظات سعادة لحظات ومرح في أجواء الريف الجميل .
طالبة 5: ونسرح بين الأشجار نقطف أحلى الأزهار .
طالبة 6 : ونغنى مع الأطيار ألحان الفرحة والأشعار
طالبة : ونتمتع بأجواء وجمال الوطن الأرواح قبل الانظار
( يبتسمين بفرح )
المدرسة : جميل جميل .. بس قبل ما يصل عمنا عبده سائق باص المدرسة أشتي أقلكن كلمة .
روح التعاون مطلوب في الرحلة .. مطلوب الإيثار
الجميع : مفهوم يا أبلة مفهوم
المدرسة : أحسنتن أحسنتن .. شطار شطار
( يسمع صوت الباص يطرق الهون )
المدرسة – العم عبده وصل فلنبدا رحتنا الآن
يتحول الديكور إلى طريق ويدخل ديكور يمثل واجهة باص
والفتيات يرددن أغنية شعبية معروفة..
( وللإيحاء بالحركة اقترح أن يصمم مهندس الديكور أشجار يقوم أطفال بالمرور بها من يسار المسرح إلى يمينه بانتظام للإيحاء بالحركة )
الأشجار والجبال تمر عبر شبابيك الباص يسمع دوي انفجار الإطار التابع للباص
العم عبده يتوقف مع استغراب .
الطالبات : يالله يا فرحة ما تمت
المدرسة : أيش حصل يا عم عبده .
طالبة : أرفعين أيديكن – أكيد قراصنة
الطالبات : يضحكن
طالبة 2: سيارة مفخخة .. القاعدة فجروا بنا .
طالبة 3: وليس ما يشكونوش الصهاينة
طالبة 4: ضربوا علينا الأمريكان بطائرة بدون طيار (ضحك) .
العم عبده : لا هذا ولا ذاك .. التاير قرح حق الباص .
الطالبة : جمهورية من قرح يقرح
المدرسة : لحظة يا محمد البصير مش وقت المزاح .
طالبة 5 : بسيطة ركب التاير الاستيبني زي ما يفعل بابا لمن يتفجر التاير حق سيارته
العم عبده : بس للأسف ما فيش معي تائر استيبني
المدرسة مع الطالبات : أيش.. أيش ؟
العم عبده : أيوه ما فيش معي تائر استيبني لكن ما تقلقينش أنزلين هنا انتظرنيي وباروح لأقرب بنشري أرقع التائر وأرجع .
المدرسة : يا الله يا عم عبده بس بسرعة لا تعكرش رحلة البنات
(ينزلن البنات من الباص )
ويدور الباص ويخرج (مستخدماً مفرده ديكور توحي بالباص)
المدرسة: "تحاول تسلية البنات"
أيش رأيكن نلعب لعبة الكبة فلتت بالبير بينما يروح العم عبده يرجع .
البنات : فكرة حلوة .
يبدأين باللعب الكُبة فلتت في البير صاحبها واحد خنزير
الكوفية الخضراء ما فيها فيها زبيب أخضر هاتيها
وما تقترح الطالبات من الألعاب المحببة إليهن
طالبة 6: العم عبده تأخر
طالبة 7: ونحنا هنا .
بقية الطالبات : والأكل حقنا فوق الباص .
المدرسة : بسيطة بسيطة أني باروح للقرية اللي مرينا بها أول وأشوف دكان وأشتري لكن بسكويتات وعصير وأرجع .
الطالبات : يا ليت يا أستاذة يا ريت .
المدرسة : بس ما تتحركنش من أماكنكن ... مفهوم .
الطالبات : مفهوم ... مفهوم
وأنتي ما تتأخريش علينا .
"المدرسة : أطمنين مسافة الطريق .
تجلس الفتيات على الأرض .
طالبة 1 : ( الطالبة تنظر نحو البعيد باتجاه اليسار ) يا بنات يا بنات ما تشوفينش اللي أشوفه .
الطالبات : أيش تشوفي .
طالبة 1 : نخلة يا بنات نخلة
الطالبات : طيب ولا هي نخلة .. أيش يعني
طالبة 1: يعني بلح تمر يا هُبل
طالبة 2: والله صحيح أيش رأيكن نروح نقطف بلح طالما نحنا جياع .
طالبة 3: نحنا وعدنا الأستاذة ما نتحركش من أماكننا
طالبة 4 : والله إنك من صدق هبلا .. با نروح نقطف بلح ونرجع وعاد الأستاذة كرامه ما رجعتش .
طالبة 5: أيش رأيكن يا بنات ؟
طالبة 6: بلح وتمر ونحنا جواع .. والجوع كافر .
طالبة 7: إذن فلنقطع دابر الكفر إلى البلح إلى التمر
( يجربن نحو اتجاه النخلة أحدهم يدخل إلى المسرح بجذع النخلة بما يوحي أنهن وصلن إلى النخلة ) .
الطالبات : أخيراً وصلنا
طالبة 1: وبعدما وصلنا .. من منكن با تطلع تجني لنا البلح
الطالبات : انتي ومن حد غيرك .
طالبة 1: إني لا لا بصراحة البالطوا حقي جديد أخاف أطلع فوق النخلة وبعدين يتقطع وأمي شتضربني إطلعي أنتي (تشير للطالبة الثانية) .
الطالبة 2 : أني لا لا .. أني كمان لو طلعتوا فوق النخلة الحجاب حق أختي الجديد شيتقطع وأخاف لو تقطع أختي الكبيرة تضربني (تشير للطالبة الثالثة) .
اطلعي أنتي :
الطالبة الثالثة : أوه ما لقيني إلا أني أني كمان البوتي حقي جديد ولو طلعتوا على النخلة أكيد شيقتطع .. وأبي شيضربني لا لا يا خواتي أني ما بطلعش (تشير للطالبة الرابعة) اطلعي أنتي
الطالبة الرابعة : يا فرحة أمك بك ما تشوفيش العقد الذهب حق زوجة أخي أكيد شيدحشش وإلا حاجة .. وزوجة أخي شتضربني (تشير للفتاة الخامسة) اطلعي أنتي .
الفتاة الخامسة : أني .. ليش ما تشوفيش الخاتم الذهب اللي يلمع فوق إيدي .. تشتوا يفلت وإلا يكتسر عليا بعدين ما تنفعنيش يا حبيبتي .. (تشير للطالبة السادسة اطلعي أنتي .
الطالبة السادسة : أني لا لا مستحيل ليش منتنش عارفات أني عملتوا عملية دودة زائدة عادني قريب ولو طلعتوا وفلتوا شتفتك العملية حقي وشاموت بعدين مابتنفعنيش انتن (تشير للطالبة السابعة ) اطلعي أنتي ما فيش غيرك .
الطالبة السابعة : أني أني ..
الجميع : أيوه أنتي
طالبة الأولى : البالطوا حقك بالي .
طالبة الثانية : وحجابك قده مقطع .
طالبة الثالثة : والبوتي لو يعرف المحكمة با يروح يشتكي .
طالبة الرابعة : وما عليكش عقد ذهب .
طالبة الخامسة : ولا معك خاتم لا ذهب ولا فضة ولا حتى حديد .
طالبة السادسة : وما فيش غيرك حلاوة ونحالة ورشاقة .. وبعدين لما تطلعي بانجمع لك بلح من جيزنا وإلا لا يا بنات .
الطالبات : أيوه أيوه .. يالله اطلعي ما معكش أي عذر .
الطالبة السابعة : خلاص بطلع وأمري لله "يشكلين سلم وتصعد على ظهورهن وتبدأ تقطف الثمار ورميها للأسفل والبنات يجمعن البلح لجيوبهن ومع كل بلحة تسقط تبدأ الإضاءة بالخفوت تدريجياً" .
"يسمعن صوت الجرجوف يضحك بهيستيريا" .
(عرف حرماني .. شاقرحطه بضرسي وأسناني )
الطالبات الست :( كل واحدة على حده ) شبح – جرجوف – طاهش – وحش – جني – شيطان
لو مسك بنا شيأكلنا .. الهروب يا بنات
الطالبة السادسة : وزميلتنا فوق النخلة حرام شياكلها الجرجوف
البنات : ومش حرام يأكلنا .
الطالبة السادسة : ولو سألت الأستاذة عنها أيش نقول .
الطالبات : ننكر – نقول لها – راحت .. ما ندريش فين .. وأوبهين تقولين أننا سيبناها فوق النخلة .. أكيد با تقلنا ارجعين لها وبانجي لا لقف الطاهش.. أووو لا لا .
( صوت الجرجوف يقهقه )
الطالبة السابعة : نزليني يا بنات – أني خائفة – ما عرفتوش أنزل .
الجرجوف – عرف حرماني، باقرطه بضرسي واسناني .
البنات :( بخوف وبكاء ) – بأيكلنا لو نزلني الهروب يابنات الهروب (يهربن بشكل جماعي نحو الاتجاه الذي اتين منه) .
الطالبة السابعة : ( تبكي ) نزليني .. نزلني الجرجوف شيكلني
الجرجوف : يضحك : أنا بأنزلك بس بشروط إذا وافقتي على الشروط
الطالبة السابعة : نزلني وأنا موافقة على كل الشروط .
الجرجوف : ( يرسم داخل دائرة شكل نجمة سداسية تحت النخلة ) .
لو سقطتي في هذه الدائرة با وصلك لأهلك
وإذا سقطتي على هذه الدائرة بأكلك – أمل : تأكلني ؟
ولو سقطتي على هذه الدائرة بأتزوجك .
أمل : تتزوجني ؟
ولو سقطتي على هذه الدائرة بارجعك مكانك فوق النخلة
لو سقطتي لو سقطتي
الطالبة السابعة : خلاص نزلني .. وموافقة على كل الشروط
الجرجوف – اتفقنا .. اقفزي
تقفز تقع على دائرة الزواج
الجرجوف : دائرة الزواج .. يا سلام وقعتي في دائرة الزواج .. هلمي يا زوجتي العزيزة
إلى مقرك الجديد .. لنعيش في ثبات ونبات .. ونخلف صبيان وبنات
أمل : زوجي؟ .. جرجوووف ؟ ( تسقط مغشياً عليها فيلتقفها بحضنه ويظلم المسرح )
ستـــــــــــــار
اللوحـــــــة الثانيـــــــــة
الزمن : عصـــراً المكان : صحـــــراء الديكور: خيمة عربية
الأشخاص : الحاج إسلام ، الأم عروبة ، الأستاذة كرامه ، العم عبده ، الطالبات
الحاج إسلام :كارثة .. كارثة بكل المقاييس .. هذه نتيجة الخوف .. نتيجة عدم التعاون .. وعدم وجود روح الوحدة لديكن .. فقدتن زميلتكن .
الحجة عروبة : ماذا أتى بكن إلى هذه الصحراء القاحلة موطن الجن والعفاريت .. هذه المنطقة غدت مرتع للوحوش .. ما زلت أتذكر ولدي الوحيد .. الذي خرج ذات يوم ولم يعد وقيل أكله وحش الجبل الجرجوف ..
الجرجوف ...؟!
المدرسة كرامة: وحش الجبل ..
هل هو من الإنس أو من الجان .. وإلا حيوان ؟ -
الحج إسلام : هو خليط من كل هذه الأشياء .. إنه إنسان بطبيعة الحيوان .. وأفعاله أفعال الجان
الطالبات : (يبكين ) نحن السبب .. نحنا السبب .. نحنا قتلنا زميلتنا أمل .. نحنا السبب .
المدرسة كرامه: لا أنتن ما لكنش دخل بالغلط .. وأنا المسئولة الأولى والأخيرة عن أمل وعنكن جميعاً .. أني تركتوكن ورحلت أبحث عن الغذاء
لم أكن أدري .. بأن الغذاء سيكون من جسد إحداكن البض
العم عبده : وأنا أتحمل جزء من المشكلة أنا تركتن وذهبت أبحث عن بنشري لإصلاح تاير الباص المتفجر ونسيت أن وجباتكن معي فوق الباص .. وكان اللي كان .
المدرسة : أرجعوا جميعاً .. ودعوني وحدي أبحث عن أمل
لن أعود إلا بها أو برأس الوحش الذي أختطفها .
طالبة : يا أبلة بصراحة كانت فوق النخلة .. ويحتمل ما زالت حية تنتظرنا هنا
المدرسة : ما قلتيش ما قلتش كذا من أول
الطالبة الثانية : بصراحة خفنا نرجع ويأكلنا الجرجوف .
الطالبة الثالثة : وكنا قررنا نكذب عليك ونقلك هي الذي تركتنا وذهبت للنخلة .
الحاج إسلام : على فكرة .. حسب خبرتي ومعرفتي بالجرجوف فإنه لا يأكل ضحيته إلا بعد 24 ساعة من احتجازه لضحيته.
الطالبات : يعني لو خطفها باتكون الآن ما زالت حية
المدرسة كرامه : ليتني أعرف مكان هذا الجر جوف الحقير لذهبت إليه وحررت أمل من مخالبه القذرة .
الأم عروبة : إني أعرف الكهف الذي يسكنه وأعرف مداخله ومخارجه جيداً .
الحاج إسلام : وأنا الوحيد الذي يمتلك طريقة قتله والتخلص من أفعاله .. فهوا أضعف من أن يقاوم المجموعة الموحدة وخصوصاً إذا ما توفرت لديهم الشجاعة والإقدام..
فهو أجبن من أن يقاوم .. وما سيطرته وجبروته إلا بسبب ضعفنا وجبننا جميعا .. خصوصاً أن هناك من حاول مقاومته لوحده فلم يستطع .
المدرسة كرامه : وأني لدي هذه اللحظة شجاعة أمة .. وقوة جيش بأكمله
هيا دلوني على كهفه .. قدره أن أقتله أو أهلك دون طالبتي أمل .
الطالبات : ونحن لن نعود بدونك أتينا معاً .. وسنعود معا أو نموت معاً . نعاهدك على ذلك
العم عبده : والباص الآن صالح والبترول يكفي للذهاب والإياب كمان
الحاج إسلام + الأم عروبة : إذن اتبعونا ونفذوا أوامرنا ولن نعود إلا بزميلتكن أمل
إذا لم نجدها عند النخلة فسنهجم عليه في الكهف ولن نعود إلا برأسه ومعانا أمل.
المدرسة كرامه : ماذا ننتظر .. هيا بنا .
العم عبده : والباص جاهز للإنطلاق .
الطالبات : ونحن أيضاً جاهزات للنضال والتضحية من أجل زميلتنا أمل
الجميع : هيا بنا .. هيا بنا
ينطلق الباص نحو الكهف مقطع موسيقي يوحي بالمقاومة ويفضل أن تكون أنشودة فلسطينية مختارة ... ستار
اللوحــــــــــــة الثالثــــــــــــة
الزمن : ليلاً المكان : كهف الديكور : كهف وسبعة صناديق شكل مقصلة
الأشخاص : الجرجوف + أمــــــــــــــل
موسقى توحي بالحزن والخوف معاً
الجرجوف لأمل .. هذا منزلك الجديد .. هنا سنعيش ما تبقى لنا من عمر وهذه سبعة صناديق مليئة بكل ما يخطر على بالك من ملابس وحلي ومجوهرات وألذ وأشهى المأكولات ستة صناديق كلها لك إلا هذا الصندوق السابع هو لي وحذار من الاقتراب منه مهما كان .
والآن ساتركك لتجهزي نفسك وتتزيني بما تشتهين وسأعود بعدها لنقضي أحلى ليلة في العمر
(يخرج الجرجوف وهو منتشي وفرحان يدندن)
الطالبة أمل : تقوم بالنظر إلى محتويات الصناديق .
يا سلام أحلى الملابس توجد هنا ترتدي أحدهم .
وأحلى الحلي في هذا الصندوق.
تفتح الثالث .. وهذه من كل نقود العالم .
وهذا ذهب خالص
وهذا ألماس
وهذا من كل أنواع المأكولات
تقولوا أيش في الصندوق السابع
أغلى من كل هذه الأشياء
لا لا لن أفتح هذا الصندوق .. هذه رغبة زوجي
ايش زوجي ؟.. كيف قبلت بهذا الوحش الذميم .. أن يكون زوجاً لي
هذا هو قدري .. وبعدين هو أنقذ حياتي وأنزلني من فوق النخلة
لكن كان الثمن باهظ
هذه هي الشروط وهذا الاتفاق
ومادام قبلت .. يجب أن أرضى بحظي ونصيبي .. وأن أفي بوعودي
كذا علمتنا أستاذتنا كرامه دائماً .. يا ريت كانت زميلاتي هنا ليرين هذا النعيم الذي أنا فيه .. لكن أيش في الصندوق السابع .
شأفتح الصندوق السابع وباشوف أيش في به فقط .. وما شاقولش لاحد بذلك
( تفتح الصندوق وتصرخ مذهولة )
أيش أذه .. لا أصدق عيوني
أيش .. جماجم بشرية – سيقان – معاصم .. بقايا أجساد بشرية
اشتي اطرش .. أوحي نفسي شادوخ
ياربي ايش من نصيب وحظ تعيس.. اتزوج من يأكل أجساد البشر .. يأكل أبناء جلدي.. و
لا لا لن أكون لعدونا .. لن أقبل بمن يعيش على حياة أبناء جلدي
لن أقبل لن أقبل ( تسقط على الأرض مغشيا عليها وتترك باب الصندوق مفتوحاً )
الوحش : (يدخل يقهقه) إليّ يا عروستي الجميلة .
أمل : ابتعد عني ابتعد أيها المتوحش ليتني مت ولم أشاهد كما شاهدت .
الوحش : ( يلاحظ أن الصندوق السابع ما زال مفتوحاً ) .
إذن خالفتي أوامري .. فتحتي الصندوق السابع .. كشفتي سري وحُكم من يقترف هذا الجرم الموت .. ستكونين انتي التالية .
ويقوم بربطها على الجدار .. لكن لن أكلك إلا بموعد موتك وموعد موتك بعد 12 ساعة .
( تدخل المدرسة كرامه والحاج إسلام والأم عروبة والطالبات حاملات مشاعل وأسلحة تقليدية)
المدرسة كرامه : بل موعد موتك الذي حان .. وأني من سيقتلك في اللحظة والآن
(يحاول الجرجوف الهجوم عليها )
الجرجرف : من أنتم وكيف تسمحون لأنفسكم اقتحام كهفي بهذه البساطة ، أخرجوا حالا قبل أن أحول اجسادكم إلى طعام للجراجيف.
الأم عروبة : بل جسدك النتن الذي سيتحول إلى طعام للعربان
الجرجوف : حسنا تعالوا نعقد صلح تتركوني لشأني ، وأترككم ترحلون جميعا بسلام.
أمل : بل سأقتلك لنتخلص من كل شرورك ، فلا عهد لك ولا ميثاق
الجرجوف : أنا حذرتكم ، ولم تسمعوا لتحذيراتي ، لذا سيأتي عليكم الدور سأكلكم جميعا.
أمل : أـيها الأسطورة ، أيها الوهم ، اليوم تنتهي حكايتك وإلى الأبد .. اليوم نخلص البشرية منك، اليوم ننهي عهود بطشك وجبروتك.
والضحية التي كانت تنتظر الموت ، هي من ستنفذ عليك هذا الحكم.
فيهجم عليه إسلام وعروبة ويكتفانه) .
الطالبات : يخلصن أمل من القيود .
سامحينا .. يا أمل .. ألخوف سيطر علينا .. جعلنا نهرب .. ونتركك لهذا المصير .
أمل : لا عليكن حضوركن الآن كفر عندي خطاياكن .. وبين لي مقدار حبكن وإخلاصكن يا زميلاتي العزيزات .. ويا أستاذتي الأعزاء يا انتمائي وعقيدتي .
الجميع يحاصرون الجرجوف من كل اتجاه .
الجرجوف : أيها الآدميين .
أنتم أيضاً .. سيأتي عليكم الدور .. وسأكلكم جميعاً .
أمل : اليوم نقتص منك
خذ ( تأخذ السكين تغرزها في صدره يصرخ )
اثني الطعنة
أمل : لا أبي ثناء ولا أمي
الجرجوف : ابصقي عليا
أمل : نشف ريقي
الجرجوف : اركليني بقدمك
أمل : شلت قدمي
(يسقط على الأرض.. وهو يطلق صرخة تهز المكان )
تهلل الفتيات فرحات : حررنا أمل وقتلنا الجرجوف ، حررنا أمل قتلنا الجرجوف
يتبادلن التهاني والفرحات
المدرسة كرامه : كانت رحلة جميلة .. منها تعلمنا دروس .. وعرفنا أن الصمود طريق النصر .. والوحدة تاج العزة .. والتعاون الطريق الوحيد للوصول إلى قمة المجد .. وفجر النصر .
وستار الختام
الكاتـــــب فــــــي سطــــــــــــور
عادل محمد شائع العامري .
مواليد عام 1964م – محافظة تعز – قرية الأعمور أعروق –حيفان.
الحالة الاجتماعية : متزوج
-بكالوريوس إخراج سمعي وبصري جامعة الحديدة كلية الفنون الجميلة قسم أخراج سمعي وبصري عام 2004م .
- دبلوم : إخراج مسرحي – معهد الفنون الجميلة – عدن عام 1993م ..
-مدير إدارة النشاط المسرحي المؤسسة العامة للمسرح والسينما – وزارة الثقافة .
-كاتب وناقد ومخرج وممثل مسرحي شارك في العديد من الأعمال المسرحية في فرقة المسرح الوطني بالحديدة وتعز وصنعاء والعديد من الأعمال المسرحية للعديد من الفرق الأهلية .
له مسرحيتان تحت الطبع هما :
1- ليلة الجن – مسرحية اجتماعية .
2- الدمية والسلم – مسرحية من فصل واحد