الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "البدويّ الأخير"


الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "البدويّ الأخير"

 


فيكِ  أحتار , لستُ  أدري  جوابـــا

ما  تريدين ؟  إنّ  قلبيَ  ذابـــــــــا


هل  هي الذكريات  تأبى  رحيـلاً ؟

أم  هو  العشق  عاد  يطرق   بابا ؟


كلّما  لُحْتِ  تســــرقين  فــــــؤادي

ويحــه , لم  يزل  يحبّ  العذابــــا


كلّما  زار  طيفكِ  الحـــــلوُ  روحي

طـيّرتْ  نحوكِ  الرّؤى  أســــــــرابا


وانتشى  الشِّـعر,  مثل طفلٍ  يتيمٍ

ألبســــــوه  بيوم  عيــــــدٍ  ثيابــــا


كلُّ  أنثى  عشـــــقتُ  بعدكِ  وهْــمٌ

بكِ  أكملتُ  في  الغـــرام  نِصابــــا


فدعيني  أهـــيم  مثل  شـــــــــقيٍّ

ذنبـــــه   الآن   أنّه   ما   تابـــــــــا


رغم  قتلي  أحسُّ  عمري  جديــداً

رغم  شـــيبي  يعود  قلبي  شــبابا


رغم  عشـــقي  لكلّ  خصرٍ   جميلٍ

واســـتلابي  إذا  سُـــــقِيتُ  رضابا


أشــــــعر  الآن  أنني  عدتُ  غِــــرّاً

في  الهوى ,  ما  قرأتُ  فيه  كتابـا


جاهلاً  جاء  بين  نهديكِ  يســـعى

لم  يكن  قبلُ  زار  يوماً  عُجابـــــا


فذريني  أضيــــع  فيها  شـــــريداً

ظامئــــاً  لا  يريد  إلّا  شـــــــــرابا


بدويّــــــاً  أتيتُ  ,  لا   ترشـــديني

فالحضارات  كم  ســقتني  ســرابا


كلُّ  صحْوٍ  أراه  فيـــكِ  هبــــــــاءً

أســـــكريني  لكي  أُضيع  صوابـــا


إنّني  الجمــــر ,  إنْ  تكوني  كثلجٍ

فاتركيني ,  وحـاذري  الإقترابــــــا


ليس  في الحب  هُدْنةٌ ,  وهــدوءٌ

روعة  الحبّ  أن  يظلَّ  احترابــــا


فدعي  في  هــواكِ  كلَّ  ســـــؤالٍ

إنّه   القلب   لا   يريــــــــد   جوابا


وتعالي  نجـــــدّدِ  اليوم  عهــــــداً

لتنـــــالي  ما  لذّ  منه ,  وطابــــــا


وإذا  جُنّ  ليـــــلنا ,  واحترقنــــــا

فاتركي  الحبَّ  يشــرحِ  الأســـبابا


عبد الكريم سيفو - سورية



Share To: