جدوى السعي | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


جدوى السعي | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



 السلام عليكم ،

جدوى السعي : 

في عالم يُخيِّم فيه الوهم على أذهان أغلب البشر ، يستقطبهم اللاشيء كان لا بد من وقفة لإخبارهم أن السعى هو أساس الوصول لأي أمر كان فدونه لن تنجذب إليك الأشياء من تلقاء نفسها أو تلتقطها بضغطة زر أو طاقة مغناطيسية أو ما شابه ولكننا يجب أنْ نُكرِّس كل جهودنا ونعمل بكل ما بوسعنا من طاقة وكد حتى ننال ما نستحق في نهاية المطاف ، فرحلة الحياة شاقة بالطبع تحتاج لمَنْ يملك الصبر والمثابرة والصمود ويتخذ منهم العكاز الذي يتكئ عليه وقت الضعف أو تَخلُّل اليأس بين أوصاله ، فلا بد أنْ يطرحه أرضاً ويركله بعيداً عنه حتى يتمكن من المواصلة بكل شغف وقوة دون الخنوع لأي لحظة إحباط قد يمر بها فهي بمثابة العائق الذي يعرقل طريق النجاح الخاص به وكأنما يفصله عنه ولو لم يتخلص منه سوف يقضي على حياته بالكامل دون القدرة على الوصول لأول نقطة في ذاك الطريق الوعر الذي قطع مشواراً طويلاً حتى يدرك كيفية الوصول إليها ، فلا بد أنْ يملك كل منا مزيداً من الوعي والحكمة والفطنة ولا يترك الترهات تسيطر على عقله وتجعله يؤمن ويتشبث بتفاهات وأمور سطحية سفيهة لا تَمُت للواقع بصلة إنما هي أساس جلب الكسل والخمول والقعود لحياته وتعطيله عن العمل الذي أمره الله به حتى يُمكِّنه من الوصول لما يرجو بعد طول سعي وكفاح ونضال بلا توقف أو انقطاع ، فالعمل عبادة وهو ما يُعطي للحياة قيمة ويعززها ويرفع من شأنها ، فالمرء في حياته يشبه عامل البناء الذي يحتاج وقتاً طويلاً حتى يصل للارتفاع الذي يطمح له وكذلك الشكل النهائي لتلك البناية التي رسمها بمخيلته في بادئ الأمر وقتما شرع في البناء ، فعليه أنْ يتمهل ويتحلى ببعض الصبر ويعلم بأن الأمر يحتاج لمزيد من الإخلاص والدقة والتفاني في العمل الدؤوب دون الركون أو التخاذل أو الجنوح إلى الكسل الذي لا يجلب سوى المزيد من الفشل والسقوط والتعثر اللامنتهي الذي يُشْعِره بفقدان الأمل في الحياة بأسرها بفعل فقده عوامل النجاح الأساسية وهذا هو حال الإنسان في مشوار الحياة بالكامل ...




Share To: