الفرق ما بين الحرية و الحق | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد 


الفرق ما بين الحرية و الحق | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد


الفرق بينهما واضح وضوح الشمس ،

فالحرية نجدها في  إختيار ديننا و ملابسنا و معتقداتنا  و مأكلنا و مشربنا و كل شئ متعلق بحياة الفرد الشخصية ولكن لا أختلف مع أحد أن الشمس تشرق من المشرق و تغرب من المغرب فهذا لا نقاش فيه .

و على سبيل المثال،

عندما نتكلم في دين الله فيجب أن نتبع ما فرضه و ما كتبه الله لعباده .

دون  إقحام آراءنا الشخصية في ذلك .

فمن الحرية أن أكون مسلمة غير محجبة او غير مصلية ولكن لا أنكر وجود و فرضية هذه العبادات.

 فهذا ليس بحرية شخصية بل هو تقصير تجاه ديني وتجاه ربي لعدم إقراري بشرائع و عبادات فرضها الله تعالى في كتابه و على لسان رسوله الكريم.

إن لكل شئ قواعد و يسير عليها المرء للوصول الي الحق 

فكيف أجلس مكاني ولا أبذل أي مجهود وأُقر بعد ذلك أنني توصلت الي الحق دون أي سعي في هذا الطريق .

لا يمكن  إبداء الآراء في ثوابت الدين لأن هذا سيعرضنا للحيد عن الطريق الصحيح الذي نبحث عنه .

فلا أحد يستطيع التحليل والتحريم دون إستناد للشرع لما فيه من الإفتراء على الله تعالى، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ.{النحل:116}. ولأن القول على الله بغير علم جاء في القرآن الكريم مقرونا بأكبر الكبائر وأعظم الذنوب .

ولذلك يجب علينا لمعرفه الحق أن ندرس تعاليم ديننا جيدا وشرائعه وليس فقط التفكر في ما حولنا دون إصقال هذا التفكر بالعلم وهذا مثل أي علم تريد أن تعرفه و تبحث فيه .

و مثل أي فرع من فروع الحياه فلكل علم له مجموعه من الأفراد نلجأ إليها لمعرفه الأشياء التي نجهلها،

 و في الدين يوجد لدينا علماء الدين الذين تفقهوا و درسوا وسبقونا في ذلك. 

و لكنهم لا يحلون ولا يحرمون من تلقاء أنفسهم، ولكنهم يبينون الأحكام حسب ما يستنبطون من النصوص القرآنيه ولذلك أمر الله تعالى بسؤالهم فقال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.[ النحل:43]. وقال تعالى : وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ.[النساء: 83] وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ. {النساء:59}.

فالحرية ليس لها علاقه تماما بالتحريم و التحليل فأنت حر و لكن تحت عباءة دينك الذي أخترته .

وأنت حر ولكن تحت ايضا عباءة قوانين بلدك التي تجرم السرقة و التحرش و ما الي ذلك .

فأنت حر و لكن عليك قيود تجاه وطنك و دينك فلا يوجد حرية مطلقه لأنها في ذلك الوقت لا تسمي حرية بل تصبح نوع من أنواع العبث .

فبمجرد ذكر مفهوم القانون ينتفي بالمقابل مفهوم الحرّية المطلقة لأن القانون جاء ليحد ويضبط ويُنظّم السلوك حسب وجهة نظر تتبعها الدولة.

 فنجد إذاً لا يوجد ما يسمي بالحريه المطلقة،

لأن  هذا مخالف للواقع، والدليل على هذا قالوا في الغرب على لسان منتسيكيو "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين" أي أننا لو فرضنا جدلاً وجود حرية فإنها محصورة بذاتك فقط وليست مطلقة ناهيك بأنها قد تنهي على حياتك إذا مارستها حسب مفهومها الفلسفي.

فالحرية التي نبحث عنها في كل مكان سنعثر عليها  مقيده تحت قوانين دولة و شرائع دين و إلزام بحق الآخرين علينا.

فالحرية الصحيحه هي الحريه التي تجعل منا إنسان أفضل  يحترم شعائر دينه و ينفذ قانون وطنه و لا يؤذي الآخرين بحريته ،

وهذه هي الحرية التى نبحث عنها و هذا هو مفهوم الحرية بفكر ناضج غير عبثي .



Share To: