كُوب شاي... | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل 


كُوب شاي... | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل


  يكتب خططه على جدار غرفته ..  يفكر بجدية كما لو أنه سيغزو العالم .. يمسك كوب الشاي بهدوء محارب ساموراي ويتحرك في الغرفة ذهابًا وأيابًا فيبدو انعكاس ظله في النافذة كما لو أنه سيغتال ملكًا من ملوك الفايكنغ . يعود بعدها بنفس الطريقة كما لو أن الخطة فشلت .. أو كأن جنديًا لم يكن في الحسبان ظهر في بوابة الملك .. يقف أمام الجدار ويقتل الجندي في خطته .. يخرج بإصابة في ذراعه اليسرى .. لكنه يقول بأنه سينجو من هذا .. يذهب مرة أخرى ويعود بنفس الطريقة .. الآن أصبح لديه مملكة.. وأعداء كثر .. يتخلص منهم واحدًا تلو الآخر .. بالقلم والممحاة يصاب بطعنات ... لكنه يقول بأنه سينجو لأنه سيجمع جنودًا أوفياء .. سينقذونه حتمًا .. يعود إلى الجدار وفي يده كوب الشاي .. بعد أن نجى بأعجوبة .. يضحك ضحكة المنتصر .. ويرفع كوب الشاي الى الهواء .. يقوم بإعداد الشاي بنفسه وهذا ليس من شيم الملوك ..  يفكر في الخطة القادمة بينما الشاي يغلي .. يقوم بإعداد الشاي لشخصين .. ويعود للغرفة .. الآن أصبح هناك شخصان ... وعليه أن ينجو من هذا ..  يعتقد  أنه يذهب نحو الجانب الآخر ويحمل كوب الشاي كما لو  أنه وردة ... ثم يعود والكوب ما زال في يده .. لكن شيئا لم يعد معه .. يذهب نحو الجدار ... ويضيف إلى الخطة خطة أخرى لاستعادة ما فقده .. ثم يذهب من جديد .. ويفقد شيئًا آخرا .. يقول بأنه سيفوز لو أن لديه الوقت الكافي! يذهب نحو الجدار .. ويضيف بعض الوقت الى الخطة ثم يعود مجددًا للمحاولة.. الوقت الذي في الخطة ... يعود إلى الجدار .. يمحو كامل خططه يضع الكوب على الطاولة .. ويذهب إلى النوم.... خطته سينجو .. ينتهي ويموت هناك !. 





Share To: