محادثة ليلية | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد 


محادثة ليلية | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد


قد أملك أمامك ملامح هادئة بشوشة قد تحكم علي أيضا أني من الملائكة و لكني لست كذلك... 

فأنا لا أشعر بالسلام أو الهدوء اللذّان يبدوان علي وجهي 

 فقد تداخلت الأحاسيس بداخلي فأشعر كأنها أمواج لاتهدأ وبداخلها جمرة من النار لاتنطفئ !!

قد أُلغيت داخلي القوانين الفيزيائية فأصبحت الأمواج تثير توهج النار بقلبي بدلا أن تطفؤه!!

لا أعرف ما الذي يحدث حقا ؟

ولكن أنا الآن من المفترض أن أكون في الحقبه الشبابية،   

فتجدني أمشي مستقيمة الظهر لا تجاعيد في وجهي إلا القليل منها  و لكن قد إنحنت مشاعري و رُسمت التجاعيد بداخل قلبي الذي يؤلمني دون مرض. 

فجلست وأغمضت عيني ووضعت يدي علي قلبي و هدّأت من روعه،

و قلت له لماذا كل هذا التشوش و الإرتباك و الخوف؟

 فكم من مره زادت نبضاتك إلي أن أصبتني بالدوار من كثرة خوفك ،

و كان الله رحيم بك وبي .

إهدأ فكل شئ مكتوب آتٍ فلا تستدعي الحزن قبل معاده لعل الله يبعده بالدعاء و يرفعه عنا .

إهدأ يا قلبي ،أَعرِف أنك كنت في قمه السذاجة و تتعامل مع الحياة علي أنها لا تخذلك ولا تحزنك لأنك برغم ضخ الدم بك إلا أن اللون الأبيض هو الطاغي عليك لإستمرار فطرتك الطيبه التي خلقها الله فيك.

ولكن تذكر أن الله لا ينساك كما نسيتك الدنيا و نسيك من حولك. 

قف أمام الحياة بنفس لونك الأبيض ولا تترك الدنيا تلوثك بسوادها .

فانتظر الخير و لا تنتظر البلاء فإنتظارك للخير عبادة وإنتظارك للبلاء شقاء .

إهدأ وقم بعملك الأساسي وأتركني أنا أتحمل ما تبقي فلا تتحد انت وعقلي معا .

بل طمئني كما  أُطمئنك أنا لأن الذي خلقك و خلقني موجود دائما ولا يغفل ولا ينام .

فأهدأ فالخير قادم لا محالة.



Share To: