البازّ يجنّح نحو اليونسكو | بقلم الفنانة التشكيلية والكاتبة التونسية / رجاء بن موسى 


البازّ يجنّح نحو اليونسكو | بقلم الفنانة التشكيلية والكاتبة التونسية / رجاء بن موسى




من أنت  يا أمير السّماء ٠٠٠!!!

حتى تسجّلك كتب التّاريخ

في قصور أشور  ملك العالم 

ريشك ممتدّ على العرش كبرياء

وفي عشق امرئ القيس رسول لليلاه

و مع معاوية والمهدي والأمين والمأمون والخليفة الفاطمي  لك  ترف و بذخ و بهاء

و في بلاط الأمير الأغلبيّ بايعوه لما لقّب بأبي الغرانيق

 و في أياّم العرب و البربر  قد سجّلك ابن خلدون ملكا عند المنتصر

وفي خيم الصّحراء خيال وسحر للأمير زايد 

و عرش لسلطان عمّان و صولجان لملك المغرب

و في جبال الجزائر هويّة للقبائل


وفي تونس عشق و حياة  لنسمات 

لاكيلاريا

فبين هدير الأمواج و كهوف البونيين  خرافة للأساطير


و في محمية اليونسكو و زيتونة الشرف  أصالة للتّراث


وفي عبق  تاريخنا  وقفنا لك سلاما  فبين حضارات الأمم تمثال  في متاحف الفنيقيّين و فسيفساء في قصور الرّومان وشعار  قرصان في مراكب القرطاجييّن 

و منارة للبرج الحفصيّ

وخرافة في قصص الأجداد 

و ساولف حكواتيّ عند السّمر

وللإسكندر المقدوني سلام بين الشرق والغرب

فمن صنوبر مدن الثلج قد اشتقت

 لقمم جبال العرب

وجعلت  من منافذ صخورها وكرا للهيثم والشّاهين

وفي غدر الصيّاد  كنت صعب المنال

وان كان فارسا مدجّجا بالحبل والشّباك و السّهام 

فلقداسة  الجبال ينشد صعود القمم فبين يد تثبت مخالبها في صخور  ملساء   و أعين ناشدة التّحديّ رهانا

و مداس بين الثّبات و الخفقان

و زورق   في ثنايا الموج  يدعو له الأمان


وإن كنت من عشّاق الباشق و تهوى صعود الجيال أو التّرحال 

فزادك عصا للتجوال حماية لأحلامك من الأسود و السّباع  

و جراب من الصّبر والخيال

 و كوز من نبع العشق والغرام

و شباك للطّائر الباز  ترميه زرعا 

فينقرها غدرا و خداعا 

أو يسبح في سرابها  طعما  للوفاء والمقام 

و مع الكثبان والخيام يلاحق الجير

الحبارى والغزلان 

و جناحه مع شمس الأصيل أفقا 

و ريشه للّيل رداء

  و للنّجمة القطبيّة قريحته  مرقاب

 و لسيّده فوق كتفه أمان و وقار 


و في أيّام الصّيد مركب للخيول

 تسابق الفهود و تناجي الغزلان

و سهامهم  صوب  غقغقته

دليل  للغار والمكو والعرين  وظلال النّخيل و براعم الصنوبر 

و كلاب للسّلوقي قد انتشرت  وراء الفريسة تسابق الرّيح   فلسّيدها وفاء و انتصار

وما زلت أبحث عن الباز حتى يكون في سجلّ اليونسكو رياض الرّجاء




Share To: