قبل أن ينتهي هذا العام | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل


قبل أن ينتهي هذا العام | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل



 قبل أن ينتهي هذا العام جلست أفكر في كم الخسائر التي حصدتها، حصدت ما زرعت يدي، إلا أنني لم أكن بذاك الكم من السوء لأحصد هذا الخراب كله،

في هذا العام أيقنت بأن مفاجآت القدر لا تنتهي، وأنه على قدر العشم تأتي الخيبة،

وبأن العائلة قد تصبح أحيانًا منفى إلا أنك لن ترى ملجأ سواها، وأن صديق يرى الخير في قلبك خير من جمع من الناس لا يهمهم أمرك، ثمة أحلام مآلها الاستقرار في حنجرتك، وأن الأماكن التي عشتها وأنت طفل لا تأبه شيئًا عنها ستخرج منها والدمع يفيض من عينك، تتظر من حولك فترى سراب، ما من منزل تبكي على جدرانه، ما من إنجاز تدس الخيبات في طياته، وما من أحد يلملم قطع قلبك،

الفرع الذي رأيت نفسك فيه لم يقبلك،

ومالم تتوقع أن تخطه قدماك قد بت فيه، ذاك هو شأن القدر، إلا أن الإخفاق المتكرر يجعل المرء لا يطيق العيش،

أسأل نفسي قبل أن ينتهي العام لماذا لا أكتب عن الأفراح؟

لما لا تحيك أناملي وشاح النهار؟

لما لا أرى سوى الظلام؟

إلا أنني خجلت مني، كيف لي أن أكتب عن شيء لا أراه؟

لا أرى سوى ظلام دامس قد خيم على الشرق ومن يمكث فيه، العجز الذي نحن فيه كيف يمكن للمرء أن ينساه؟

العام هذا يلوح لنا بالوداع ونحن نتمنى ألا نلقى ما لاقيناه منه في العام الآتي،

عسى أن يكون العام الآتي مواساة لنا،

يمسح الدمع ويدس الدفء ويخبر الأفئدة المكسورة بأن الفرج قريب،

عسى أن يكون القادم خير من الراحل!


 




Share To: