أشراف؟! | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد 


أشراف؟! | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد


توقفت كثيرًا في أمر التباهي بالقبيلة أو النسب، وتَطرُف البعض في اثبات أنه "شريف" أو سليل عائلة فُلان أو أصوله تعود لمكانٍ ما أو طائفة أو حزب!

الحقيقة التي توصلت إليها أن انتماء الإنسان الحقيقي هو للإنسان، وليس للشعارات أو المؤسسات أو العناوين.


أعتقد أن مثل هذه القناعات والمعتقدات العقيمة كانت مستشرية في الجاهلية بصورة واسعة، حتى جاء الإسلام وساوى بين البشر، فلا شرف لقبيلة على أخرى ولا فضل لإنسانٍ إلا بإحسان، فالأخلاق هي المعيار الأوحد وليست الألوان والأشكال والانتماءات.


فنجد أن الأنبياء والرسل وجدوا عداوات من أقرب الأقربين ولم تشفع لهم أواصرهم الاجتماعية، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم خالفه عمه ولم يتبعه، وابن نوح عليه السلام عصاه وخالف أمره، وأشقاء يوسف - أبناء يعقوب عليه السلام - غدروا بأخيهم وخيّبوا ظن أبيهم.


لذا فلا يوجد شيء اسمه "أشراف" وقد يأتي ابناء مجرمون ومفسدون من أسر عُرفت بالتُقى والهدى! فالأخلاق لا تُوَرث، وكل بشر على هذه الأرض هو شخصية قائمة بذاتها له ما له وعليه ما عليه، قد تتباين سلوكيات الناس بحسب تجاربهم وبيئاتهم وخلفياتهم، لكن لا يتفضّل بعضهم على بعض إلا بحسن الخلق (أكرمكم عند الله أتقاكم).


أخيرًا: احرص دائمًا على أن تكون "أنت"، وكف عن ترديد كان أبي وكان جدي، فهذه أكبر خدعة في التاريخ! والحقيقة أن لا ابن يمثل أبويه ولا تلميذ يمثل معلمه ولا بشر يمثل دينه أو وطنه أو قبيلته، كل إنسان على هذه الأرض يمثل نفسه! ويوم القيامة يُحاسبه الله على أفعاله منفردًا بلا عزوة أو سند.



Share To: