بدون درك إلكتروني | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد 


بدون درك إلكتروني | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد


لما كنا نعيش بدون درك إلكتروني...كنا نتبادل التهاني و يسمح لأقلامنا الملونة أن تكتب للصديقة و الأخت و المعلمة كل عام وأنت بألف خير...

كنا نركض للمكتبات التي كنا نجدها بنفس لمعان الحذث تسلمنا بطاقات من ليلك و نجوم تامة الموسيقى و البهاء... فنسلمها للأصدقاء مكللة بالأماني المميزة والتهاني...

لما كنا نكتب جملة مختصرة تفيض بالصدق تخص المقدمة لها وحدها ...كانت عبارات تنتقي الحروف لتناسب كل صديق...لم يكن هذا التعميم الخافث البريق...لم نكن نقدم بطاقة المعايدة إلا للصديق الصدوق ولم نكن نحقق بمعتقده وهويته و صائر عمه قبل تسليمه التهنئة ....

لما كنا نعيش بدون درك إلكتروني ...كنا نمد كفوفنا للحناء...و أقدامنا الصغيرة للحذاء... وخصلاتنا للربطات الملونة ...كنا نرقص حول فساتيننا بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ... دون أن يقمع فرحنا صوت غاضب من تسميته بالعيد...حتى أمي و بتموين من أبي تصنع طبق الأرز بالحليب البلسمي المحلى... وبما أن والدي دم شرايينه متجذر بعادات أهل القرى كان يضع الزبدة وسط الطبق فتباذله المعايدة بالذوبان بكل مروج الصحن الأبيض الكبير...فيمر مولد الرسول هنيا جميلا....

لما كنا نعيش بدون درك إلكتروني...كنا نقول لكل من آن تاريخ ميلاده....عيد ميلاد سعيد حتى بدون حلوى ...حتى بدون هذية... كانت تلك الجملة الواضحة كفيلة بزراعة بستان لازوردي من محصول النجوم...لما كنا نعيش بدون درك إلكتروني...كان طبق موائدنا الوحيد مشبع بسيط خال من التكلف ،غني بالبركة...كنا لا نجهر بالرياء...لا نبالغ بفرحنا بأبواب حزن الآخرين..لا نحاسب زلاتهم..لا نترصد سقوطهم.. كنا لا نختلق مظاهر الإحتفال... بل نترك الفرح حرا معافا من التكلف....



Share To: