إن بعض الظن إثم...| بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور 


إن بعض الظن إثم...| بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


كنتُ أظنُ أنّ الذكور جميعهم غير صريحين، مخادعين، كاذبين، وسطحيين... إلى أن صادفتُ زميلٌ لي، ومن الوهلةِ الأولى أدركتُ غرابته، رأيتُ به عمق الاختلاف، وذكاء الماكرون، وسعادة الكئيبون، وفطنة الأغبياء بقصدٍ وعن سبق إصرار وتصميم... صريحٌ، جريء، وعميقٌ، ذكي ومتغابي في آنٍ واحد، يلتفتُ وهو ينظر للأمام، يُخطط وعقله في استراحة، يُثير غضب من أمامه ويبكيه وهو لا يرّف له جفنٍ، وفي المقابل يحملُ أرق قلب ينبض في الكوكب...

شخصية مثيرة للعصبية، للجنون، ومحببة للقلب، ولا مُحال ستقفُ عندها مهما كان، ولن تتوقع ما قد يصدر عنها، وما خطوته التالية، وما الذي يجول في خاطره، ما قد يفاجئكَ به، سيقوم بما لم تَُدخله بحسبانك، ولن ينفّذ ما تتوقعه، وفي كلتا الحالتين هو يعلم ما يجول خاطرك...

يتبع حَدْثَهُ، وما هذا الحَدْث المريب الرهيب العجيب، وبأسخف الأمور سيفهمك، سيقرأ نظراتك وحركاتك ولغات جسدك، وسيتابعك بقلبه لا بعينيه، ولا يقبل بالقليل ولا يليق له، وقائدٌ في كل جمع، حَسَنُ السلوك والتقدير والتقييم، لا داعي لمجهوده للفت النطر فهو ملفتٌ رغم أنف الملفتين والمحبطين والمحاولين بإحباط أو إلغاء الآخرين... فبدون إطالة أو إكثار، معه لن تنال مرادك وتوقعاتك لن تصيب ومحاولاتك أجمع ستخيب..!

فيا له من زميل!




Share To: