واقع الحلم العربي | بقلم الكاتب الصحافي اليمني عمر القملي 


واقع الحلم العربي | بقلم الكاتب الصحافي اليمني عمر القملي



كنت أنتظر الحلم ليصبح حقيقة، وعلى تأملات في بهائه، مفترش ذراعيَّ على الحشيش الأخضر، وحلمي العربي أنظر إليه يلمع بين النجوم، والليل ساكن الحركة، والقمر تفكر معي، وعازفة الليل تلحِّن لي المستقبل بصريرها، وأنا بين  هذا يافعًا، وكل هؤلاء هم أصحابي الساهرون لأجلي.


في الصبح وقبل أن أكبر.. كان عقلي كحديقة، اعتنيت فيه بطموحاتي، كنت أسقيه الأمل، فينتظم قوامه على مدى الأيام، و يمتلىء خيالي بالجمال، أدفئه على تلال الجبل منفردًا، ظننت أن كل شيء سيبقى على ما يُرام..


ظننت أن الحلم سيثمر كالورد دون تعفن، وأن العلم ورق لا يصيبه البرَد، أو أن الصبر طويل كالجذور، وأنني مثل الساق الأخضر لا أضمأ.


وعندما كبرتُ.. نبتُّ قبل حديقتي، والحلم من بعدي يكبر، دون أن يثمر.

وظلَّ حقلي يُسقى بالأمل، تعب فيه المسقي والساقي. 


وفجأة، جاء الواقع، يفرض نفسه فيضانًا، يتخطى الأسوار، ويجرف حديقة الحلم العربي.. ذبل الورد، وتساقطت الأوراق،  وتقطعت الجذور،  وأنا الساق الأخضر أصبحت مرميًا بنعومتي وضمأي، ومرة أخرى أمسى حلمي العربي عارٍ من الحقيقة، يراقص الواقع تفكيري في ثملٍ، ويكسر عظام صبري وانتظاري، ومِن حولي يبكي أصحابي الساهرون. 


فقدت حديقة أحلامي العربية ليس لأني عربي، ولكن لأن أسوار حديقتي كانت العرب.





Share To: