وسيلة النجاة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


وسيلة النجاة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


السلام عليكم ،

 وسيلة النجاة :

إن القلم هو الوسيلة التي أحارب بها الحياة ، وكأنني أُشْهِر السلاح في وجه أعدائي الذين احتلوا أرض وطني وحاولوا سَلْب بلادي عنوةً ولكني كنت قوياً بما يكفي لطردهم ، إجلائهم من حياتي بلا رجعة ، فوقتما يَخُط القلم أكون في حاجة لاستعادة ذاتي التي ربما بعثرتها بعض المشاعر وكأنها صارت فتاتاً عديمة القيمة ، مُلْقَاة على الأرض ، لم يكترث أحد بها أو يلتفت لحالي حينها ، وقتما سرقت تلك المشاعر أعز لحظات حياتي ، فلربما كانت تلك الوسيلة هي الأمر الوحيد القادر على وزن إحدى كفتيّ حياتي دون أنْ تميل أو تنجرف في إحدى النواحي دون الأخرى ، إنقاذي من التيه الذي أصابني سنوات طوال وكأنني كُنت في صحراء جرداء لا أجد بها أي اتجاه حتى كدت أفقد وعيي من شدة الإجهاد و العطش الذي أضناني ، أصابني بضيق التنفس فكدت أختنق وأموت في الحال ولكن الله أرسل لي الغيث في التوقيت المناسب ، فأحيا الجسد من جديد وأعاد لي رونقي و إقبالي على الحياة وكأنما وَضع بداخلي تلك الطاقة العظيمة التي تُمكِّنني من استغلال مَلكاتي دون الشعور بأي تقصير أو تكاسل تجاه حياتي التي كادت تذهب مني في الماضي لولا إيماني بذاتي و تشبثي بذلك الحُلم الذي كُنت أراه بعيد المنال في بعض الأوقات ، تَمسُّكي بذلك اليقين الذي كان يَنْبُت داخلي من حين لآخر ليُوقِظني من خيط اليأس الذي يتسلل لدائرة أحلامي في بعض الوقت ، ليُنبِّهني ويُذكِّرني بأن الله عالم بحالي وأنه سوف يُوصِّلني لما أريد ذات يوم ، فلقد كان ذلك الشعور الذي يقفز لقلبي أحياناً هو ما مدَّني بالمزيد من الصمود والقدرة على التَحمُّل التي لولاها لسَقطت قبل بداية الطريق ولتبدد ذلك الحُلم العريض ...




Share To: