محكومون بالوجع | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
منْ أنتَ تسكن في دمي؟ مَنْ أنتَ ؟
متحكّمــاً في خــــــافقي ما زلتَ
لا أنتَ تتركني , ولســــــتُ بقادرٍ
هجراً , فقلْ لي : كيف أدمنُ صمتا ؟
ما كنتَ بي يوماً رحيماً إذْ أتيـ ...
.. ــكَ , بل كطعنة خنجرٍ قد كنتَ
لم تعطِني , وأنا الذي أعطيتُ منْ روحي , ومن حُلُمي , فمـا أعطيتَ ؟
أنا لم أخنْـكَ , وخنتَني , وصلبتني
أم هل نسيتَ فتىً هناك صلبتَ ؟
وجعَ القصيدة قد غدوتَ على المدى
أنا لم أُضِعْ يوماً بحبِّكَ ســــــمْتا
هم فصّلوكَ على المقـاس لأجلهم
ســـــلبوكَ منّا , والطرائق شــــتّى
وضعوا كما شـــاؤوا صفاتِكَ كلَّها
لم يتركوا للغيـر شـــــيئاً حتّى
باعوا لنا وهمــاً , وكنتَ شـريكَهم
ما دام باسـمكَ كلُّهم قد أفــــتى
أولادنا للموت باســمكَ قد مضوا
هل وحدنــــا ناديتَنا , وطلبتَ ؟
لِمَ لمْ تكنْ يوماً لنـــــــا , وتركتنا
للريـــح , لا ســــــقفاً لنا , أو بيتا
لا شـــــيء نلْنا منكَ غير هويّـةٍ
ممهورةٍ بــــــــــدمٍ , ومـا أنصفتَ
قالوا بأنكَ جنّـــــــــــةٌ , لكنّنـــا لم نـلْقَ بين يديكَ إلّا الموتـــــــا
فكأنهم حازوا جِنــــانكَ وحدهـم
وكأننـــــا بكَ قد فقدنا البخْتَ
هم يســــلبون , وينهبون طعامنــا
وإذا زرعنــــــــا يســـرقون النبْتَ
ونظلّ رغم الضـــــيم نعلن للورى
أنّـــا فــــــــداؤكَ دائماً , لو رُمْتَ
فإلامَ تتركنـا كأيتـــــــــامٍ هنا ؟يا أجمل الظُّـــــــــلّام مهما جُرْتَ
قَدَراً سـتبقى ,كيف أهرب منكَ قُلْ؟
وأشــــاء ما تبغي , إذا ما شـئتَ
فأنا القتيـل إذا تركتُكَ في دمي
وأنا القتيـــــــل إذا دمي فـارقتَ
Post A Comment: