الكوارث والزلازل وضعف الإنسان | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


الكوارث والزلازل وضعف الإنسان | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



الناس أمام هذه الكوارث والبلاءات مبتلى ومعافى ، فالمبتلى والمصاب من المؤمنين مثاب مأجور .


روى الشيخان عَنْ عَائِشَةَ عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : 


مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ .


والميت شهيد :


 لما روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :


أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 


الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .


وصاحب الهدم من يموت تحت البناء .


والمعافى يحمد الله تعالى ؛ لأن هذا البلاء كان يمكن أن يصيبه ويسأل العافية لأهل البلاء ، ولا يشمت بهم ، ويسارع بإعانتهم بالمستطاع .


روى مسلم عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 


مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ .


وروى مسلم عن ابي هريرة :


عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ .


إن موقف المؤمن من هذه الظواهر الكونية هو الاعتبار ، و ربطها بالله الواحد القهار.


فهي تذكير بزلزلة أخرى هي زلزلة الساعة يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة .


قال تعالى : 


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ 


سورة الحج


وروى البخاري ومسلم :


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: 


لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ .


وهي تنببه و تخويف يصيب الله بها بعض الناس لعلهم يرجعون.


قال تعالى: 


وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 


سورة السجدة


تأتي هذه الكوارث ليعترف الإنسان بضعفه أمام قدرة الله تعالى .


قال تعالى : 


وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً


سورة النساء


أكبر الدول واعظمها تتلقى هذه الكوارث ولا تستطيع أن تردها وليدل على مدى جهله أمام علم الله تعالى .


قال تعالى : 


 وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً


سورة الاسراء


فكل التقنيات العالمية لم تستطع التنبؤ و لو قبل دقائق بوقوع أي زلزال .




Share To: