جِراح الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


جِراح الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

جِراح الحب : 

رغم أن جراح الحب لا تندمل سريعاً إلا أن الأمر متوقف في النهاية على قدرة المرء على تجاوز تلك الفترة والعبور من تلك المحنة التي ما هي إلا منحة لحياة جديدة أكثر سعادةً ، فقرار التخطي إنما يَكمُن في يد الشخص ذاته ولن يتمكن أحد من مساعدته مهما قدَّم من محاولات فستبوء جميعها بالفشل بكل يقين إنْ لم يكن القرار داخلياً نابعاً من أعماق صاحب الشأن ، فدور الآخرين في تلك المرحلة هو إسداء النصائح فقط وعليه تَقبُّلها فقد تدعمه وتأخذ بيده للوصول لطريق النجاة قبل أنْ يجرفه سيل الضياع اللامحدود الأثر إنْ استسلم له بلا مقاومة أو تصدي ، فحياته مِلْكُه ولن ينفعه أحد أو ينقذه سوى عزيمته فحسب فهي الأساس الذي يُبنَى عليه الحياة بأسرها بلا شك ، فلا بد أنْ يعلم أن الحب ما هو إلا جزء من الحياة لا عليه أنْ يُوقِّف أمورها ويُعطِّلها بسببه وإلا صار أحمقاً غير مكترث بكل النعم التي تحيط به من كل صوب وحدب ، ناكراً لفضل الله عليه ، غير مُقِر بأن مشكلاته تنحصر في علاقة فاشلة لم تُكتَب له ليس أكثر ، فعادةً ما يكون تضخيم الأمور هو ما يودي بالمرء لتلك الحالة المذرية التي يصل إليها ويدَّعي بأنه لا يعرف السبب وراءها ولا المبرر الذي أصابه بها حتى يُصاب بالتيه والتشتت بلا قدرة على الخلاص منهما ومن ثَم تمتلئ حياته بمزيد من اللامبالاة وكأنه لم يَعُد يهتم لأمرها وكأنها لا تعنيه أو تخصه أو تشغل حساباته ، فلا بد أنْ يستفيق قبل فوات الأوان وضياع العمر سدى بلا أي داعٍ فلن يندم سواه ويظل يتحسر على حياته التي أهدرها في اللاشيء بفعل الركض وراء أوهامه التي صارت كسراب يطارده أينما وطأت قدماه فهي تشغل حيزاً كبيراً من تفكيره ربما عليه استغلاله في أمر أكثر إفادةً له حتى تسير حياته على نحو أفضل كما رغب دوماً ، فالإصلاح إنما ينبع من الإصرار والإرادة والصبر والتحدي لكل المعوقات التي قد تُرجِعه للخلف بعدما اجتاز عدة خطوات هائلة في سبيل لحظة ذكرى مرت بخاطره وعكَّرت صفوه وغيَّرت كل ما حققه بالفعل ، فلا بد من التمسك بالرأي واتخاذ موقف حازم في مثل تلك الأمور وإلا فلتت من أيدينا وفقدنا السيطرة عليها تماماً حتى قضت على حياتنا بلا رجعة ...



Share To: